د.الزيد يتمنى رؤية متنفذ واحد فقط اعتدى على المال العام وسُجن

زاوية الكتاب

كتب 702 مشاهدات 0



القبس

حراميتنا الشرفاء
كتب ناجي سعود الزيد :
 
أصدرت محكمة في فرنسا حكما بالسجن سنتين على جاك شيراك رئيس فرنسا السابق بتهمة التلاعب بالمال العام، وتم إيقاف التنفيذ لتدهور صحته.
أصدرت محكمة إسرائيلية حكما على رئيس إسرائيل السابق موشي كاتساف بالسجن 7 سنوات بتهمة اغتصاب جنسي..
يحاكم سيلفيو برلوسكوني، رئيس وزراء إيطاليا بتهم متعددة..
وهناك آخرون، والهدف من اختيار هذه النخبة من الأسماء المعروفة أنه مهما كان منصبك ومهما كان نفوذك وتاريخك، فإنك لا تستطيع أن تغطي ع‍لى أي جريمة ترتكبها وتستغل نفوذك ومنصبك.
هنا في الكويت يبدو أننا لا نريد أن نطبق القانون، وبسجن أحد، بالرغم من أن التهم الموجهة إليهم دامغة الدليل.. وريحتهم فايحة من زمان، بل وزكمت الأنوف، ولكن يتم التغاضي أو التأجيل أو إيقاف التنفيذ أو أي عذر آخر يمنع التنفيذ، لذلك نجد أن عملية الاعتداء على المال العام أو أي جرائم أخرى أصبحت مكررة، أصبحت مكررة في الصحف نقرأ أهوالها ولا نرى عقوبات.. لماذا؟ لأن المال والمنصب والنفوذ أصبحت تتحكم في ضرورة تنفيذ العقاب.
مجتمعنا.. وبالذات في السنوات الأخيرة، نخره سوس الفساد وانتشر بقوة وببجاحة، ومع ذلك لم نسمع بعقاب جذري لأحد.. فضائح الكويت في هذا المجال ما تشيلها البعارين، وأصبح الفساد لصيقا لاسم الكويت - مع الأسف -، وحتى الآن لم نجد من القيادات السياسية من يحمل أمانة الحفاظ على المجتمع وصونه من جرائم الفساد، فلقد وصلت الأمور حدا لا يُطاق، ولذلك عندما نقرأ عن شيراك أو كاتساف وبرلوسكوني نُصاب بخيبة أمل، لأن ذلك لا يطبَّق عندنا، فرئيس فرنسا السابق أدى خدمات جليلة لبلده، وكذلك كاتساف وبرلوسكوني، ومع ذلك لم تشفع لهم خدماتهم.. ولكن عندنا المختلس والمرتشي ومن يرتكب جريمة بحق هذا الوطن، وهذا الشعب نراه يقتل القتيل ويمشي في جنازته مرفوع الرأس.. نحن في الكويت فاسدونا من نوع خاص، فهم لم يقدموا أي خدمة جليلة، بل نهبوها يمينا وشمالا ومن فوق ومن تحت، والناس يشيرون إليهم بالبنان، ويعيشون حياتهم عادية، وكأن سرقة البلد شيء عادي ومقبول وحق من حقوقه، فتجدهم في الدواوين أكثر من يتكلم بلا حياء عن الأمانة، علما بأن رواد الدواوين عارفين البير وغطاه.
باختصار ملّينا، ونريد أن نرى متنفذاً واحداً فقط اعتدى على المال العام وسُجن.. فكسروا القاعدة.. واحد فقط لكي يكون عبرة، ولنشعر بأن هناك من يدافع عنا وعن الكويت، وأن هناك من يسعى نحو تطبيق القانون على الجميع.

د. ناجي سعود الزيد

تعليقات

اكتب تعليقك