الجارالله يؤكد خبث مسألة 'الإيداعات المليونية' وإنها فخ يستهدف حل المجلس
زاوية الكتابكتب ديسمبر 18, 2011, 12:44 ص 1012 مشاهدات 0
السياسة
كل الحقيقة أمام أهل الكويت
كشفنا منذ البدء خبث مسألة 'الإيداعات المليونية' وقلنا إنها فخ يستهدف حل مجلس الأمة
دعكم ممن يقبل خشومكم ولحاكم واختاروا الشباب الأمناء والأكفاء وليس من يشتري الأصوات
الفوضويون رموا الناس بالباطل فصار البريء متهماً وجب عليه إثبات براءته
الذين يتحدثون عن نهب المال العام هم أكثر من ولغ في نعيم الدولة حتى انتفخت جيوبهم
كان جزاؤنا النباح على قافلتنا السائرة بما تحمل من موضوعية ومصداقية ومهنية رفيعة
كتب - أحمد الجارالله:
نتوجه اليوم إلى قراء 'السياسة' الأعزاء, بقلب مفتوح وعنق حر, بهذه المصارحة, مستندين الى تاريخنا المشهود, الذي هو نتاج خبرات متراكمة, ومعرفة وثيقة بمجريات الأمور والأحداث في بلادنا, تجعلنا قادرين على استشراف ما سيحصل, رغم اختلاف البعض معنا في التحليل ونتيجته النهائية في بادئ الأمر, لكنهم سرعان ما يقرون بصوابية رؤيتنا, وفي كل هذا شعارنا الدائم اننا ننظر الى الامام فالمعركة التي نخسرها اليوم نربحها غدا.
ومن المسائل التي تصدت لها 'السياسة', مسألة 'الإيداعات المليونية' منذ بواكير تفجرها كقضية شاغلة للرأي العام, وقلنا يومها إنها ليست أكثر من فخ, الغاية منه حل مجلس الأمة, وحذرنا, البنوك المحلية, من مغبة جعلها مخلب قط يستخدمه الخبثاء والسياسيون المؤزمون للوصول إلى غايتهم, حتى لا يؤثر ذلك في شفافية تلك البنوك, ولا يجرح مصداقيتها مع عملائها, إلا أن بعض البنوك لم تتنبه لتحذيرنا ذاك, بل مضت في تعرية وإفشاء أسرار بعض عملائها, في ظرف حرج لا تجوز فيه التعرية, ولا يتناسب معه الإفشاء, وسارت الأمور على عكس هدى الحقيقة في موضوع'الإيداعات المليونية' المفترى فيها على البعض, حين ضُخمت الأرقام حتى وصلت إلى مبالغ فلكية, لا يمكن للعقل ان يصدقها من هول المبالغة فيها, وحينها قلنا ان تلك مبالغات كبيرة جدا, فيما تنوعت أشكال التهم التي اطلقها ويطلقها المستفيدون من هذا الوضع الشاذ, وتعددت مسمياتها فتارة هي شبهة غسل أموال, وتارة أخرى هي نهب للمال العام ورشاوى سياسية لشراء الولاءات.
اللافت أن احدا لم ينجُ ¯ إلا من رحم ربك ¯ من الاتهام, اذ صار سهلا عند أولئك الفوضويين رمي الناس بالباطل, بل إنهم شوهوا المبدأ القانوني الأصيل القائل ' كل متهم بريء حتى تثبت إدانته' وحولوه إلى الوجهة التي تخدم مصالحهم الشخصية, فصار البريء متهماً ومدانا ووجب عليه اثبات البراءة, حتى وصل الامر حدا غير معقول, فإذا اختصم احدهم نائبا أو وزيرا يخالفه الرأي والتوجه, فإنه لا يعدم الحيلة لتجييش جماعة من الناس وسوقهم إلى ساحة الإرادة أو إلى فضاء الإنترنت, حيث يختلط الحابل بالنابل, ويقال في الخصم ما لم يقله مالك في الخمر.
إذن, لقد تم تجييش الناس إلى الغاية التي سعى إليها الفوضويون المؤزمون, ألا وهي حل مجلس الأمة, وامتلأت ساحة الإرادة بمدعي البطولة من كل حدب وصوب, وتم توزيع الادوار والألقاب, فصار كل من يرفع لافتة دونت فيها عبارات بذيئة بطلا, وكل صاحب حنجرة زاعقة بالسباب والشتائم, ضمير أمة وحامي ديار!
تابعنا كل ذلك, ولم نكن من الصامتين المتفرجين, بل أوصلنا صوتنا بكل وضوح وقلنا لولي الأمر احلم ولا تغضب, دعهم يقولون كل ما لديهم, فإن غداً يوم آخر تتكشف تحت شمسه الحقائق التي حاولوا يائسين تغطيتها بغوغائيتهم ومسلكياتهم الشائنة, ولم يطل الانتظار فذلك الغد الموعود ازف اليوم, لنكتشف أن ما فعلوه هو فخ معد سلفاً, غايته إرجاف البلاد وإسقاط صرح ديمقراطيتها, وإبعاد أهل الكويت الرحماء بها عن سدة صنع القرار.. وذلك من خلال التشكيك في الولاء والتزييف والتدليس, وجعل ايديولوجية السلطة ضمانة الاستقرار ايديولوجية فوضى وتضليل...وإلا.
الآن بعد ان تكشفت الحقائق أين هي 'الإيداعات المليونية' التي زعموا? وأين المليارات التي تشدقوا بها?
النيابة العامة تحقق حاليا مع النواب المتهمين, والأخبار المسربة تكشف أن الأرقام التي جيشوا من أجلها الشارع ليست حقيقية, وأن الملايين التي اتهموا بها زملاءهم ليست سوى نكتة سمجة كذبوا بها على بعض السذج, وادخلوهم تحت مظلتها'يوم الأربعاء الأسود' إلى مجلس الأمة فحطموه, بعد أن أوهموهم بأن بلادهم نُهبت, وأن المال العام سُرق.
الغريب أن الذين يتحدثون عن نهب المال العام هم أكثر من ولغ في نعيم الدولة, حتى امتلأت بطونهم وانتفخت جيوبهم, سواء أكانوا رجال أعمال أم نوابا أم ناشطين ام غير ناشطين, استفادوا من ذلك الكرم, وحققوا مصالحهم, وعادوا اليوم ليرفعوا شعارات ليست لهم, موهمين الناس بنظافة اكفهم ونقاء ضمائرهم, لكن المؤسف أن يكون خلف هؤلاء بعضٌ من بيت الحكم, ممن يستأجرون الناس لرمي الحصى على أبناء عمومتهم أو خؤولتهم. فهؤلاء كان من المفترض أن يتحلوا بالنزاهة والرزانة والعلم والثقة, وأن يكونوا الأكثر حرصا على استقرار البلاد وتنميتها وازدهارها.
الآن.. اكتشف الذين تورطوا في أحداث 'الأربعاء الأسود', أن أولئك الفوضويين استخدموهم أسوأ استخدام, للعبث بأمن البلاد واستقرارها, واكتشفوا أن الذين حرضوهم لتحطيم رمزية مجلس الأمة, يُستدعون الآن إلى النيابة العامة لينالوا جزاء جرمهم, وليتم إلحاقهم بزملائهم النواب الآخرين الذين اتهموهم ب¯'الودائع المليونية', وهي ودائع مديونية لا مليونية, واكتشفوا أن استقالة رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد لم تكن هروبا من مواجهة أو من مسؤولية - كما تخيلوا - بقدر ما كانت حرصا منه على صون الدولة ودستورها وقانونها من عبث العابثين الغوغائيين الذين كالوا له تهماً تتناقض بالمطلق مع طبيعته وسلوكه الذي هو أنقى من سلوك الخصوم الذين كثيرا ما خرقوا الدستور والقانون, وكثيرا ما ملأوا جيوبهم من مقدرات البلاد, وكثيرا ما مكنوا أعوانهم ومناصريهم من مناصب عديدة في الدولة, فأصبحوا عيونهم تنقل اليهم كل هفوة.
اصطدموا مع سمو رئيس الحكومة السابق بوسائلهم غير النظيفة, إلا أنه أصر, حينذاك, على تطبيق الدستور والقانون عليه وعلى غيره. أما هم فاستخدموا رصيدهم الوافر من المبررات غير المنطقية لخرق الدستور, مادام ان ذلك الخرق يصب في مصلحتهم ويلبي مطالبهم.
لقد أردنا, في 'السياسة', ومنذ البداية, أن نضع الحقائق أمام القارئ, وأردنا منه أن يعود دائماً إلى تاريخنا,, ذلك أننا حين نتناول أمراً يتعلق بمجريات الأحداث في بلادنا, تحليلاً واستشرافا يلومنا في بادئ الأمر, ثم لا يلبث أن يكتشف مع الأيام أن ما قلناه كان هو الحق, ذلك ان تفسير المستقبل لا يتعلق بالضرورة ببعض مظاهر الحاضر, فثمة أشياء أخرى تكون المظاهر فيها من صنع من يريد أن يستأثر بالمستقبل, حتى لو كان ذلك بقطع الأعناق.
نحن حذرنا الجميع ذات يوم من شرور التأزيم, مثلما حذرنا من زحف السلطة التشريعية على مهمات السلطتين التنفيذية والقضائية, ونبهنا, ايضا, من خطورة تطاول بعض التكتلات على مسند الامارة, من خلال زرع أعوانهم في بعض المؤسسات الحساسة في الدولة, كما حذرنا من اعتماد المحاصصة كتخريجة للتجانس السياسي في تشكيل الحكومة, وقد أثبتت الأيام صحة قولنا ان تلك المحاصصة لا تفيد استقرار المنصب الوزاري حيث لكل وزير 'عزوة', وأنه في النهاية يناصر عزوته, ولا ينتصر لمنصبه او اختصاصه.
كما لا ننسى اننا نبهنا من الاحتقان الاجتماعي, وطالبنا بضرورة كبح جماحه حتى لا يؤدي إلى انفجار كبير, لكن ذلك الاحتقان استشرى فأصبحنا أمام افرازات طائفية ما كنا نشهدها سابقا ولا نتوقع حدوثها حتى في أسوأ كوابيسنا.
نعم, قرعنا جرس الانذار منذ سنوات طوال, ولفتنا الى أشياء أخرى كثيرة لا مجال لحصرها هنا, فكان جزاؤنا نباحا على قافلتنا السائرة بما تحمل من موضوعية ومصداقية ومهنية رفيعة لا تشوبها شائبة, مهما تعامت عنها أعين المتربصين, وكنا نستلهم دائما, بيت الشعر الشهير:
'لو كل كلب عوى ألقمته حجرا
لأصبح الصخر مثقالاً بدينارِ'.
قراءنا الأعزاء ويا اهلنا في الكويت, نأمل أن تستعرضوا معنا كل ما قلناه, منذ بداية الأزمة التي جُرفت إليها بلادنا بأيدي أولئك المؤزمين الفوضويين, وأن تتأملوا في نتائجها, حتما ستجدون أن ما حذرنا منه في السابق, هو ما حدث ويحدث حاليا, وستجدون أن من لامنا منكم ذات يوم, على هذا الموقف, صارت سفنه تبحر عكس تيار رياح المنطق, وأسانيد الحقيقة التي لن يستطيع أحد أن يغطي ضوء شمسها بأصبعه.
نحن الآن امام انتخابات جديدة, دعكم يا أهل الكويت ممن يقبل خشومكم ولحاكم واختاروا الامناء الاكفاء, اختاروا شباب المستقبل وكفاءاته وليس من يشتري الاصوات او يحتمي بالعزوات او بالطائفة والقبيلة, ولا من ترشحه تكتلات' الاخوان' الذين باعوا الكويت عندما غزاها صدام حسين, او اولئك الذين يتاجرون بالدين ويدعون الى الفضيلة ولا يمارسونها.
انها ساعة الحقيقة التي ما بعدها ساعة.
تعليقات