مشهد 'البدون' برأي الزيد- السلطة ضائعة

زاوية الكتاب

تسببت مع 'العنصريين' بفوضى ملف التجنيس ومأساتهم

كتب 3749 مشاهدات 0

صورة أرشيفية

البدون ' .. القنبلة الموقوتة !

زايد الزيد

ما الذي سنضيفه في الكتابة عن مأساة البدون ؟

القضية تتفاقم ، والسلطة ضائعة ، والجميع يتفرج ..

' البدون ' اليوم يتظاهرون سلميا بين الحين والآخر ، للفت الانتباه لقضيتهم المحملة بالكثير من المشاكل والتعقيدات التي لاطاقة لهم بحملها ، فضلا عن تحملها ، والسلطة ليس لديها من الحلول سوى استخدام الخيار الأمني في التعامل معهم ومع تظاهراتهم ..

السلطة تماطل في حل المشكلة لأسباب عديدة ، أهمها بنظري سببان ، الأول أنها ( أي السلطة ) باتت تسير من عقود من الزمن بلا هدي من خطة أو مشروع وطني يعالج كل مشاكل البلد ، وينهض فيه ، وبالتالي فإن تجاهل قضية ' البدون ' وتركها من دون حلول ، يتشابه - من هذه الزاوية - مع ترك السلطة للكثير من المشاكل التي يعانيها الكويتيين والتي ليس أقلها تدهور الخدمات ! أما السبب الثاني فهو تأثير ' العنصريين ' على أصحاب القرار في معالجة قضية ' البدون ' ، فالعنصريون ' يضيقون اليوم ذرعا بنسبة كبيرة من الكويتيين ، فما بالك بكتلة بشرية ك ' البدون ' نسبتها الأكبر تتماثل مع الكويتيين الذين يحاربهم ' العنصريون ' !

قضية ' البدون ' هي قضية انسانية بامتياز ، فمنعهم من العمل وحرمانهم من التعليم والعلاج تتنافى مع أبسط حقوق الانسان ، و' البدون ' وجودهم في الكويت ليس شيئاً غريباً ولا شاذا ، وهم ليسوا 'نبتا شيطانيا' كما يصور البعض لأصحاب السلطة وللمجتمع ، فالمسمى القانوني الدولي للبدون هو ' عديمو الجنسية ' ، ودول كثيرة بالعالم تتواجد بها كتل بشرية تحمل هذا الاسم ، وهناك اتفاقية دولية تسمى ' الاتفاقية الدولية بشأن أوضاع الأشخاص عديمي الجنسية ' أقرت في ١٩٥٤ وتم العمل بها في ١٩٦٠ ، ونحن في الكويت وقعنا على الكثير من الاتفاقيات الدولية ، وتجاهلنا التوقيع على اتفاقية 'عديمي الجنسية ، رغم أنها تعنيننا كثيرا ، وللعلم فإن الاتفاقية تعالج الأوضاع المعيشية والاقامة وحق التقاضي وغيرها من قضايا حقوق الانسان في حدها الأدنى لعديمي الجنسية .

القضية ليست لها علاقة بالتجنيس ، ومع ذلك فيجب أن نخوض في ممارسات السلطة في ملف التجنيس ، ومع ذلك قامت السلطة في السنوات العشرين الماضية بمنح الجنسية للكثيرين ممن لايملكون احصاء ١٩٦٥ وتركت بكل ظلم من يحمل هذا الاحصاء من ' البدون ' ، وقامت السلطة أيضا بتجنيس الكثيرين ممن يحملون جنسية أخرى ، وأكثرهم من حملة الجنسية السعودية ! ومن مفارقات الفوضى بالكويت أن السلطة ذاتها التي جنست السعوديين ، قامت بعدها بسنوات قليلة لتشكك بولاء كويتيين بحجة انهم مزدوجين ، وبالذات ممن تدعي السلطة أنهم يحملون الجنسيتين الكويتية والسعودية !!

وللحديث بقية ..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك