د. يعقوب الشراح يكتب عن الدروس المستفادة من حل المجلس النيابي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2011, 12:24 ص 1024 مشاهدات 0
الراى
صدى الكلمة / الدروس المستفادة من حل المجلس النيابي
هل يحتاج الامر لبيان الاختلالات في المشهد السياسي خلال الزمن القريب الفائت عندما تحركت الناس تطالب بالعدالة والتغيير ومواجهة الفساد الذي استشرى في كل جوانب الحياة حتى وصل هذا الفساد للمؤسسة التشريعية المسؤولة عن وضع تشريعات تحارب الفساد، وهل امورنا الداخلية المرتبكة واوضاعنا السيئة خافية على كل من يضمر الشر لنا في الداخل والخارج، بعد ان تصرف البعض منا على نحو مشين اساء حتى لحلفائنا من الدول المجاورة والصديقة؟
ومع ان حل المجلس النيابي له اسباب متعددة الا ان من ابرز مسبباته تشويه سمعته من بعض نوابه، خاصة بقبولهم الرشاوى حيث تضخمت ارصدتهم في البنوك وبصورة سريعة ما ادى إلى احالة هذه الارصدة إلى النيابة العامة، التي تقول الحكومة انها تدرسها تمهيدا لاتخاذ اجراءات قانونية كما يطالب بها النواب الرافضون للتعاون مع زملائهم المرتشين في المجلس المنحل. إذا حل المجلس النيابي وان كان جاء على خلفية التصعيد الدائم والمواجهات المؤدية إلى الاستجوابات، وعدم الرغبة في التعاون مع رئيس الوزراء الا ان القشة التي قصمت ظهر البعير كانت في مجال الايداعات المليونية التي إلى الآن لا يعرف احد من هم الراشون والمرتشون؟
واذا كان سمو الامير قد حل البرلمان والحكومة فإن هذا الحل كان لابد منه من اجل البلاد والعباد خروجا من عنق الزجاجة، وتلافيا لمشكلات او ازمات مقبلة، تضر الجميع لكنه حل يجب ان يعين الناس ايضا على مراجعة حساباتها في اختيار نواب المستقبل، فما تم من اختيارات سابقة اثبتت التجربة البرلمانية انها لم تكن موفقة، بدليل انها ادت بكل وضوح إلى تكسب بعض النواب واستفادتهم على حساب ناخبيهم، فضلا عن تردي الخدمات وتعطل التنمية.
نتمنى ان تكون الانتخابات المقبلة نزيهة بعيدة عن كل ما يتعارض مع القانون، وان الدروس الحالية من حل السلطتين مفيدة لتجنب تسلق البعض على سلم النيابة البرلمانية بينما هم لا يستحقون ان يكونوا نوابا. الدروس الكثيرة من الاخفاقات والفشل التي انعكست على الحياة العامة في الدولة، خصوصا تعطيل التنمية، واستنزاف الجهود الوطنية في مسائل بعيدة عن الشأن العام وغيرها من سلبيات اثرت في المواطن وجعلته قلقا على مستقبله لابد من معالجتها في المرحلة المقبلة، خصوصا واننا امام انتخابات نيابية مقبلة نتمنى ان تكون نتائجها افضل من النتائج السابقة، فالناس اصبحت متعطشة لرؤية الانجازات وتحسين الخدمات العامة، والاصرار على تخطي العقبات التي حالت عن مواكبة الاحتياجات الفعلية للناس، وبالذات العمل على حماية الدولة من الفتن والنزاعات الداخلية التي تهدد امنه ووجوده. فهل نطبق الدروس المستفادة من الظروف السابقة، وهل ستتغير الامور إلى الافضل؟ لنترك الاجابة للايام المقبلة بعد انتخاب المجلس النيابي، والتعرف على مدى جدية المجلس في التعاون مع الحكومة وتخطي العقبات السابقة التي خلقت الصراع والولاء للمذاهب والقبائل والطوائف على حساب الولاء للوطن وحقوقه على المواطنين.
د. يعقوب أحمد الشراح
تعليقات