لازم يكون البدون طباخا أو فنانا يرقص حتى يتجنس!!..زيد الهاملي

 

عالم اليوم

 

رأي شعبي
لازم يكون البدون طباخا أو فنانا يرقص حتى يتجنس!!
كتب زيد مطلق الهاملي
 
عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما” .... سبحان الله رب العزة والكون الملك الجبار المعز والمذل يحرّم الظلم على نفسه وهو الملك لا قبله ولا بعده شيء لكن يأتي بنو البشر الضعاف المخلوقون من ماء مهين أو من نطفة ويتكبرون ويجحدون ويقتلون ويظلمون ...هكذا لأن فئة ضعيفة تريد ان تعيش بكرامة كبرت مشكلتهم مع سنين عمرهم فتكونت اجيال بعد أجيال حتى وصلت الى أربعة أجيال ونفس المشكلة والمعاناة هي هي لم يتغير شيء ياصبركم والله، حكومات سابقة وحالية لديها احصائيات بأعداد البدون وتعرف المستحق منهم لكنها تريدها هكذا عايمة لسببين:
الاول: حتى لا تختل التركيبة السكانية كما يدعي بعض أصحاب القرار سواء في مراكز قيادية او شخصيات من السلطة وتصبح الكفة والاكثرية لأبناء القبائل لان أغلب البدون هم من القبائل الذين استوطنوا الكويت في الاربعينات وكانت القبائل غير مستقرة في مكان او بلد واحد فتجدهم يتنقلون متى ما وجدوا الأرض التي تشبع حلالهم لسنين وبعد ظهور النفط استوطنت كثير من القبائل الكويت ليعملوا في  المدينة ويندمجوا مع المدنية الجديدة التي لا تتطلب جهدا وتعبا فتجنس من تجنس وحرم من حرم وحتى هذا الذي حرم من التجنيس حرم لأتفه الأسباب إما لاسم او شكل لم يعجب لجنة التجنيس في وقتها، هكذا يتصور العنصريون إن تم تجنيس البدون القبائل فإن خلل التركيبة السكانية سيرجح كفة القبائل وفي نفس الوقت يسمح هؤلاء  المتصدرون للقرار في منح الفيزا لجنسيات تأتي بثقافات وعادات غريبة عجيبة على مجتمعنا كالبنغالية والإيرانية والأثيوبية والقائمة طويلة، أي منطق اعوج تسيرون عليه؟!
الثاني: يرى التجار ان في تجنيس البدون خاصة من يعمل في السلك العسكري خسارة لهم ... كيف؟ .. فهذا البدون بعد ان يتجنس سيحصل على مستحقات سنين خدمة ومن المؤكد انه سيبحث عن مكان أفضل للعيش من خلال اختيار مناطق جديدة  للسكن وشراء سيارة اكبر ورفاهية وسيعلم أبناءه تعليما عاليا، فهذا سيعور التجار لانهم نفس النموذج المذكور اعلاه عنصريون إلا من رحم ربي فلا يريدون احدا يساكنهم ويقرب منهم ... فقرار تجنيس البدون والمستحق منهم بيد هؤلاء ويعلم نواب الامة ذلك لكنهم هم الآخرين يتاجرون بهذه القضية لكسب أصوات النساء الكويتيات المتزوجات من البدون، لذلك القضية ستكبر وتكبر والكبت سيولد الانفجار.
 
بالحوار ياوزير الداخلية وليس بالدمار!!
 
من يظن ان الشباب البدون الذي خرج بمظاهرة سلمية وقوبل برد عنيف من الداخلية سيخاف ويتراجع مخطئ  فصورة الشاب وهو متعلق بمركبة رش الماء الحار وامام افراد الامن والتلفزيون لأبلغ رد على أن تجمع البدون سيستمر ويكبر ويزداد العدد ومن يستهزئ بهم وبأعدادهم ويحاورهم بعنجهية وينقل لمسؤوليه بأن الامر تحت السيطرة ويكرر نفس السيناريو الذي تم مع شباب التغيير والحرية الكويتيين الذي عبروا عن قضيتهم وطالبوا برحيل الحكومة وحل المجلس.
لقد نادينا بنهج حكومي جديد لكن ان يبدأ النهج الجديد بضرب البدون ومعهم متعاطفون كويتيون عليه علامة استفهام كبيرة وتحتاج وقفة جادة من القوى الشبابية ونواب المعارضة السابقين فهذا الامر إن تم السكوت عنه سيتطور الى الأسوأ، هل المطلوب من البدون ان يكون طباخا عند الكبار أو فنانا يرقص ويهز حتى يحصل على الجنسية والعجيب تحت مسمى أعمال جليلة، وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود يستبشر به الناس خيرا وما زالوا ويستطيع ان يحل هذه القضية ويقنع القيادة السياسية بوجهة نطره بعيدا عن تأثير العنصريين، وبعيدا عن تسويف لجنة البدون فيبدأ بتجنيس العسكريين ومن ثم من لديه احصاء 1965 ومن ثم أصحاب التخصصات النادرة وهكذا فإدارة الازمات الناجحة تبدأ بالحوار وتنتهي بالحوار وليس بالدمار الذي خلفته القوات الخاصة التي أصبحت مكروهة من الشعب.