الجميل ينعت الليبراليين بالكذب، لموقفهم المشين من البدون، والمنديل يراهم قنبلة موقوتة
زاوية الكتابكتب ديسمبر 21, 2011, 12:35 ص 1041 مشاهدات 0
عالم اليوم
ضحك كالبكا
ويدّعون أنهم ليبراليّون!!
كتب عبدالهادي الجميل
مازالت قضيّة البدون ترواح مكانها منذ خمسين سنة، بسبب الفشل الحكومي في التعامل معها أو حلحلتها على الأقل. من سوء حظ البدون أن الجهة الوحيدة القادرة على حل قضيتهم هي الجهة الوحيدة التي لا تريد ذلك. هذه الجهة تحمل لواء حقوق الإنسان والديمقراطية في الكويت، والحقيقة أن علاقتها بحقوق الإنسان مثل علاقة “الحمار الديمقراطي الأزرق بالفيل الجمهوري الأحمر”.
الحمار هو شعار الحزب الديمقراطي الأميركي الممثل الأبرز لليبرالية العالمية التي تدافع عن “حقوق الإنسان وحريّة التعبير وحق الفرد في العيش الكريم”.
لدينا في الكويت ليبراليون أو يدّعون أنهم ليبراليون (الله يرحم الشيخ علي الجسار) يؤمنون بذات المبادئ التي يؤمن بها الحزب الديمقراطي الأميركي، فنجدهم يتريّقون حريّة تعبير في كافيه رويال في مجمع الصالحيّة، ويتغدّون مشكّل عدالة وديمقراطيّة على شوية تكافؤ فرص في مطعم الريكاردو في الشيراتون، ويتعشّون إنسانية ومساواة مع كبد بطّة فرنسية في لونوترو على البحر. ثم يتجشؤون قبل أن يتباكوا على أطفال سريلانكا الذين تشغّلهم الشركات البريطانية لساعات مضنية في مصانع الملابس المنتشرة في دكّا، ولا تطرف لهؤلاء المتخمين عين عندما يرون أطفال البدون يقفون على الدائري السادس يبيعون الخضروات تحت أشعة شمس يوليو الملتهبة. يطالبون بحق التعلّم لشعب المايا في غواتيمالا ويرفضون تعليم أطفال البدون في الصليبية. يبعثون برسائل الاحتجاج ضد تعسّف استراليا تجاه شعب الأوبرجنيز ويديرون ظهورهم لضرب شيوخ ونساء وأطفال البدون بقنابل الغاز والرصاص المطاطي في تيماء!!
هؤلاء كذّابون مدّعون، لا يستطيعون أن يكونوا كالليبراليين الأميركيين الذين يخوضون منذ سنوات طويلة حربا أخلاقية وإنسانية للدفاع عن المهاجرين غير الشرعيين أو ما يُعرف بـ”الهيسبانيك” الذين تنحدر أصولهم من المكسيك والأميركيتين الوسطى والجنوبيّة، ويطالبون بتوفير سبل الحياة الكريمة لهم عبر منحهم حق إصدار هويّات رسمية، ومن ثم منحهم الحق في قيادة السيارات والعمل والتنقل وأخيرا التجنيس.
ليبراليوّنا لا يحبّون إلاّ أنفسهم وزبائن شركاتهم الشرهة وبنوكهم الجشعة. لا يخفون معارضتهم الشديدة لتجنيس البدون أو حتى منحهم حقوقهم الانسانية. كما أنهم لا يتورّعون عن اعلان استيائهم الشديد من التجنيس الذي تم في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ولو كان لهم من الأمر شيئا لنزعوا الجنسية عن ثلثي الشعب الكويتي.
حل قضيّة البدون-باختصار- يتطلّب تحقيق أمرين لا ثالث لهما:
الأول؛ اقناع الليبراليين الكويتيين بأن قيم حقوق الإنسان والديمقراطية لن يزول بريقها ولن يُخدش جمالها اذا ما تم تطبيقها على البدون وبإمكانهم التأكد من ذلك عبر الاتصال بالدكتور غانم النجّار.
والأمر الثاني؛ اقناع السيد صالح الفضالة رئيس لجنة البدون المركزية؛ بأن البدون بشرٌ أيضا.
أناشد وزير الداخلية توفير الحماية الكاملة للقوات الخاصة التي تتعرّض دائما للضرب والسحل. شاهدنا ذلك في ديوان الحربش عندما قام الدكتور الشرّير عبيد الوسمي بسحل بعض العسكر أمام القنوات الفضائيّة، وشاهدنا جحافل البدون في تيماء يطلقون الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيّل للدموع باتجاه القوّات المغلوبة على أمرها.
عالم اليوم
صيد الخاطر
للبدون...كلمة...؟
كتب فهد بن أحمد المنديل
كتبت مقالا يوم الأحد عن البدون وها أنا اليوم أكتب مقالا آخر، ولم يكن هذا الأمر بتحضير واستعداد مني ولكن وجدت القلم والخاطر يوجهاني رغما عني للكتابة عنهم، واعتقد أن الواجب على الجميع أن ينصف البدون حسب قدرته واستطاعته، فهذه الفئة المستضعفة ما زال النَفَس الحكومي ينظر إليها نظرة دونية وسبب ذلك أن من تولى حل المشكلة هو في الحقيقة لديه مشكلة مع البدون ومع كل من ليس من الدماء الزرقاء، وقلنا ونقول وسنقول إن الأخ صالح الفضالة (إداريا) لا يصلح أن يكون من ذوي الحل والعقد في حل مشكلة البدون، فتعيينه للأسف كان مشروع أزمة مع البدون وليس مشروع حل، وأنا لا أؤيد ولست مع مظاهرات الأخوة البدون إلا أن واقعهم أجبرهم على أن يفعلوا ما فعلوه ولكن التعامل الحكومي معهم كان قاسيا، ولابد أن تعرف الحكومة أن للبدون واقع يعيشونه وهو مؤلم جدا، فكيف يعيش من لا يحمل هوية له ولأبنائه وليس له في المجتمع إلا الاضطهاد المدني، فالبدون يعيشون بيننا بأجسادهم إلا أنهم أموات مستنديا، في بلد مثل الكويت التي خيرها يشهد له القاصي قبل الداني إلا أن هذه الفئة ما زالت محرومة من الحياة الكريمة فيها،مشكلة البدون تتفاقم وتكبر بينما الحلول لا تواكب حجم المشكلة، الجهاز المركزي لغير محددي الجنسية الذي يرأسه الأخ صالح الفضالة بطيء جدا في تعامله مع المشكلة وأتعب نفسه وغيره في تقسيمات لشرائح البدون تحتاج سنين وسنين للانتهاء منها ولعل أول الغيث (كما نما إلى علمي) هو تجنيس 600 من البدون العسكريين في الداخلية والدفاع تحت بند الأعمال الجليلة، إلا أن ذلك ليس كافيا فماذا تمثل الـ600 من الآلاف المؤلفة من البدون، يا حكومة نريد أن تنتهي هذه المشكلة فهي قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة فالجيل القادم منهم لن يكون أفضل من هذا الجيل، لا تنتظروا أن يُفرض عليكم حل لا ترضونه، المشكلة الآن بين أيديكم فأنتم أصحاب القرار فقد يأتي يوم تضطرون فيه إلى الحل الجبري وتجنيس من لا يستحق رغما عنكم، فللبدون كلمة قد تتعمدوا ألا تسمعوها ولكنني على يقين بأنه سيأتي يوم تضطرون فيه إلى سماعها بل إلى الإنصات لها...ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الخاتمة : متى تفهم حكومتنا الدروس وتتعلم من التجارب، فالتصريحات غير المسؤولة من قيادات الداخلية قد تجر البلد إلى ما لا يُحمد عقباه، ونذكر جيدا كيف أن الناطق الرسمي للحكومة السابقة استطاع أن يجمع في ساحة الإرادة 90 ألف مواطن بسبب تصريحات يحاول فيها إرعاب وتخويف الناس وكان للمواطنين كلمة أسقطته هو وحكومته، فيا حكومتنا الرشيدة قليل من الحكمة نحتاجها في بعض التصريحات حتى لا يكون الرد أعنف من التصريح، فالعنف لا يولد إلا العنف إن كان بالقول أو بالفعل...والله المستعان.
تعليقات