الإسلاميون فى مصر سيخيبون آمال خصومهم وسيحققون الدولة المدنية ، برأى صالح الشايجي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 26, 2011, 12:25 ص 595 مشاهدات 0
الأنباء
واقعية الجماعة الإسلامية
في اعتقادي الذي لا ألزم أحدا بالإيمان به أو تصديقه، أن الجماعات الدينية السياسية مثل «الإخوان المسلمون» وجماعة السلف سيخيبون آمال خصومهم، وأنا منهم، وسيكونون أذكى من كل التوقعات وسيبددون بذكاء، وصبر تحسدهم عليه الجمال والثكالى، كل ما رافق فوزهم الكاسح في الانتخابات المصرية البرلمانية من تخوفات تتعلق بفرضهم الوصاية الدينية على الدولة. فهم يعلمون أنهم لم يأتوا من أجل جولة واحدة، ولكنهم عازمون على الاستمرار في القيادة وفي الحكم لذلك لن يجنحوا إلى أسلمة الدولة ولكنهم سيحققون الدولة المدنية أو العلمانية الحقيقية التي عجز عن تحقيقها دهاة الساسة من اليساريين والليبراليين والعلمانيين.
وبوادر ذلك وضحت منذ اللحظة التي بدأت فيها صناديق الانتخابات تكشف عن خباياها، فقول الحزب السلفي باحترامه لاتفاقية كامب ديفيد والتحدث من خلال الإذاعة الإسرائيلية واحد من تلك المؤشرات على ليونة ذلك الحزب وواقعيته السياسية، وهذا ما يناقض جميع ما أشيع عنهم من انغلاق ونكوص بالدولة المصرية إلى الخلف.
إن الجماعة الإسلامية بفصائلها كافة تدرك أن التصادم مع الواقع سيهزمها وينزع عنها التعاطف الشعبي الذي أحاطها أثناء العملية الانتخابية، وهي تدرك أن تغيير الواقع الثقافي والاجتماعي في مصر أشبه بالمستحيل، لاسيما ان هذه الجماعة متمكنة من أدواتها الدينية تمكنا يحميها من هجوم المتشددين والمتعصبين للدين والمنساقين وراء عناوينه الكبيرة والجاهلين بتفاصيله التي تجعله دينا لكل زمان ومكان ولكل الناس، وأنه دين يقبل التعددية بأشكالها كافة لا من حيث التعددية الدينية فقط بل وحتى التعددية الفكرية والثقافية والاجتماعية.
ثم ان الجماعة الدينية المصرية تدرك أن الثقافة الاجتماعية المصرية متغلغلة داخل النفس المصرية وضاربة في القدم، لذلك هي موقنة أنه لا يمكنها تغييرها ثم لأن أفراد هذه الجماعة هم أبناء هذه الثقافة وهم متشربون بها وهي التي تشكل خلفيتهم الثقافية.
إن الجماعة الدينية السياسية أكثر دهاء وذكاء وقدرة على اللعب السياسي وعلى تحقيق مطالب الناس، من الكتل السياسية الأخرى لاسيما أن الدول الكبرى، كما هو واضح، تدعمها ومؤمنة بقدراتها السياسية.
تعليقات