الحكومة تحذرنا من شراء الأصوات، وتشترى أصوات النواب!.. سالم السبيعي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 27, 2011, 12:41 ص 559 مشاهدات 0
الأنباء
ذهب الفرنسيات.. وأصوات الكويتيين
في مقابلة لي مع قناة «الراي» فاجأتني الإعلامية بسؤال عن «شراء الأصوات» والحقيقة ان هذا الموضوع له عدة إجابات تختلف باختلاف «المستجوب» فإن كان واعظا دينيا سيقول: قال الله وقال الرسول، وإن كان رجل قانون أو رجل أمن فسيقول: هذه جريمة حسب المادة رقم كذا، وان كان مواطنا شريفا فسيقول: لا أبيع وطني وضميري بدنانير وأنا الذي أفدية بروحي ودمي، وإن كان مواطنا «ييأس من وطنه» سيقول: تقولون صوتي غاليا، إذن له ثمن، وأنا لا أبيع إلا بالغالي، ما استفادتي أنا من الانتخابات إذا كان النائب يدخل المجلس مديونا ويخرج دائنا، أو يدخل فقيرا ويخرج مليونيرا، هو يغير أحواله، والديرة على حالها، من فينا الخاسر؟ أليس الناخب، أما الديرة فكنا نعتقد بأن هناك من يحميها (بعد الله) لكن وجدنا الكل يبيع ويشتري بها، وبعد أن كانت رأسمال، أصبحت سلعة.
تحذر الحكومة من شراء الأصوات وهي التي تشتري أصوات النواب بشيمة أو بقيمة (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون ـ آل عمران).
من نصدق؟ أليس طباخ السم يتذوقه؟ إذا كان الأعضاء القبيضة هم السم، ونحن الذين أوصلناهم، وطبخنا الطبخة، فعلينا أن نتذوقها، وفي النهاية نأكلها.
بصراحة لن تنفع القوانين، ولا قوات الشرطة والجيش بمنع شراء الأصوات، ولكن الحكمة والحيلة هي السلاح الذي يقضي عليها، يحكى أن أحد ملوك فرنسا أصدر أمرا منع فيه النساء من لبس الذهب وهدد وتوعد، فعصيت النساء أمره وتحدينه، فأصبح لبس الذهب دليل سلطة ومكانة لنساء لا يمنعهن قانون ولا ينصعن لأوامر، فغضب الملك، فنصحه مستشاروه بالتراجع ونصحه آخرون بالضرب بيد من حديد، فترك مستشاريه واستدعى احد الحكماء فلما حضر وطرح عليه المشكلة قال له:أيها الملك لن يطيعك الناس إذا كنت تفكر، فيما تريده أنت، لا فيما يريدون هم.. فاستبدل الحكيم صيغة القرار بالصيغة التالية: تمنع النساء الجميلات والفاتنات من لبس الذهب لعدم حاجتهن للتجمل به، ويسمح للنساء القبيحات والعاهرات وكبيرات السن بلبس الذهب لإخفاء قبحهن ودمامة وجوههن وستر عيوبهن. وما هي إلا سويعات حتى خلعت النساء الذهب وأخذت كل واحدة منهن تنظر لنفسها على أنها جميلة لا تحتاج إلى الذهب.
فقال الحكيم للملك: الآن فقط يطيعك الناس، عندما تفكر بعقولهم وتدرك اهتماماتهم وتشعر بشعورهم.
لذلك على الحكومة أن تبحث عن «فتوى» لتصدر قرارا بهذا الشكل، أيها الناخب إذا عرض عليك شراء صوتك فوافق وخذ الفلوس حلالا بلالا بشرط أن لا تنتخب من رشاك، عقابا له وغرامة، وأعط صوتك لمن يستحق، فإن انتخبته تصبح هذه الفلوس حراما وزقوما عليك لأنها رشوة، وبعت وأعطيت صوتك لمن لا يستحق، بهذه الحيلة تزرع الشك بين الناخب الفاسد والمرشح المفسد، ويكون العقاب من جنس العمل، كأن الناخبين يقولون للمرشح الفاسد والمفسد: تريد أن تصادر أصوتنا بدنانيرك، سنصادر دنانيرك بأصواتنا.
تعليقات