ماذا قال شيخ قبيلة حينما سأله الشيخ سعد عن رأية في الدائرة الواحدة؟..الرد في مقالة الزامل
زاوية الكتابكتب يناير 11, 2012, منتصف الليل 2554 مشاهدات 0
الأنباء
سأل الشيخُ سعد شيخَ قبيلة «ما رأيك في الدائرة الواحدة؟».. فقال «...»!
في بداية الثمانينيات سأل الشيخ سعد العبدالله، يرحمه الله، شيخ احدى القبائل عن رأيه في تحويل الكويت الى دائرة انتخابية واحدة فقال: «هذا زين لنا، نواب قبيلتنا يوصلون عشرين، بس مو زين للكويت، مع الباقي ناخذ 80% من المجلس». لقد رجح هذا الرجل الحكيم مصلحة بلده على أي اعتبار آخر، في وقت كان لمجموعته أكبر حصة في المجلس، ففي «الدائرة الواحدة» سيشتد التركز الفئوي بكل مسمياته وتتراجع الانتقائية والاختيار حسب المؤهل والكفاءة في بيئتنا التي لا تلتفت الى كلام نظري يقارن بالحزبين الديموقراطي والجمهوري في أميركا، او بحزبي العمال والمحافظين في بريطانيا، فهناك لا يتم تصنيف المنتمي الى الحزب حسب الدين والمذهب، ولا حسب العرق والفخذ القبلي، وقد سأل الملك فيصل بن عبدالعزيز المجموعة السعودية المثقفة التي اجتمعت به عام 1964 (الأمير طلال، غازي القصيبي.. الخ) للمطالبة بتطبيق النظام الانتخابي ـ بالتزامن مع انطلاقة هذا النظام في الكويت.
ـ سألهم: «في اعتقادكم، من سيفوز في هذه الانتخابات؟».
أجابه الامير طلال: «الشباب المتعلم والمثقف، هو الأقدر على شرح وجهة نظره».
قال الملك فيصل: «أنت متوهم، اللي بيفوزون هم أبناء القبائل بغض النظر عن التعليم، وسيفوز أيضا عدد بسيط جدا من أصحاب الأموال، انتوا ما لكم أي فرصة».
هذه الرؤية الواقعية تختلف تماما عن الطروحات النظرية، وتزداد قيمة الرؤية الواقعية عندما تأتي في التوقيت المناسب وليس بعد فوت الأوان.
نعم، «الدائرة الواحدة» ستصيب بالضرر حتى «الطائفة المذهبية» حينما يتحول التنافس بين قوائمها ضد «آخرين» ليصبح تناحرا «داخليا» بين أبناء الطائفة نفسها على النموذج العراقي، وحتى قبليا بعد أن يستتب الامر لعدد عشرة مرشحين لها مثلا، ولم يعد هناك «آخرون» يكونون سببا لتوحيدهم، وعليه فسيخوض المتنافسون في القبيلة حربا داخلية شرسة تمزق وشائج القبيلة ربما الى الأبد.
لقد سمعنا وقرأنا انتقادات حادة من الذين سبق لهم أن تصدروا المطالبة بتطبيق نظام «الدوائر الخمس» سمعنا منهم انقادات حادة لهذا النظام، ولك أن تتخيل طباخا اكتشف أنه أخطأ (لأنه زاد كمية الماء على الطعام في قدر الطبخ).. ماذا عليه أن يفعل؟ العاقل هو الذي يتدارك الخطأ ويخفف الماء، ماذا تقول لمن يغرق القدر الى حافته بالماء؟ هل هذا الإنسان يصلح الخطأ الذي اكتشفه هو بنفسه، أم انه بدلا من الإصلاح تراه يضاعف الخطأ عدة مرات؟
ثم، إذا ركب هذا المعاند رأسه، فما دور أهل البيت الذين سيجبرون على أكل هذه الوجبة ـ العلقة ـ من أجل تطييب خاطر الطباخ؟
هل سنترك الكويت لتكون «مختبر تجارب» لمن تكررت أخطاؤه؟
ان سبب مراهنته على الشباب هو استهداف قلة المعلومات عن التجارب السابقة، الأمر الذي يضاعف حجم مسؤولية بقية الناخبين للتوعية بهذا النوع من الطبخ الذي يتحدث صاحبه فيه عن التجربة الفاشلة ـ حسب كلامه ـ بكل افتخار، كارثة.
تعليقات