تطلعات الشباب لمجلس 2012

محليات وبرلمان

ملتقى الإثنين الشبابي: ديمقراطيــة الكويـت بـلا ديمقراطيــين

934 مشاهدات 0

الحضور يتبادلون الحوار

انعدمت لغة الحوار البناء وانشل البلد نتيجة الصراع بين الأعضاء والمجلس وضاعت التنمية الحقيقية في دولة الحريات ، وتم التعدي على الدستور باسم الدستور وبات التطرف يولد تطرفا وأصبح الطرح الطائفي والقبلي سيد الموقف بديلا عن المناقشة الهادفة واحترام الرأي والرأي الآخر ، كما أثبتت الدوائر الخمس فشلها في القضاء على السلبيات التي أعلن عنها ، وصار لابد من ايجاد الية يتم بها محاسبة النائب من قبل الناخبين ، هذا ما تناوله 'ملتقى الاثنين' الشبابي الذي افتتح أولى حلقاته النقاشية حول تطلعات الشباب لمجلس 2012 في ديوانية القلاف في منطقة العدان والذي كان كالتالي :

الديمقراطية الكويتية
أكد المشاركين في ' ملتقى الاثنين ' أن الديمقراطية باتت ركيزة أساسية وسمة من سمات المجتمع الكويتي التي ميزتها عن بقية الدول المحيطة بها ، إلا أنه وللأسف الشديد استغلت هذه الديمقراطية أبشع استغلال نتيجة الصراع الدائم بين الحكومة ومجلس الأمة الأمر الذي أدى إلى شل كافة قطاعات الدولة ولاسيما خططها التنموية ، وبات النائب لايعرف الدور الحقيقي المنوط به حتى تداخلت السلطات ووقفت البلاد على رجل واحدة تنتظر الاستقرار .
وأكد شباب الملتقى في حوارهم أن ديمقراطيتنا في الكويت تحولت إلى دكتاتورية وأصبح الغالبية من أعضاء الحكومة أو المجلس متزمتا في قراراته وآرائه مبتعدين عن روح الديمقراطية الأساسية التي تنص على الحوار والمناقشة في الطرح واحترام الرأي الآخر ، والاتجاه إلى الطرح الفئوي الضيق الذي يبعد تمام البعد عن المصلحة العامة ، وبات كل فرد يفكر في نفسه ومصلحته الخاصة أو مصلحة طائفته ، حتى بات عامة الشعب يرون الديمقراطية الكويتية بلا ديقراطيين  .
وأشار المشاركون أن الديمقراطية في الكويت لاتزال في أوجها ، إلا أن التعسف في حيثياتها هي أساس المشاكل ، وعلى السلطتين التشريعية والتنفيذية إدراك هذا الشق من المشكلة والتغلب عليه من أجل الوصول إلى بر الأمان .

الايداعات المليونية
بين المشاركون في الملتقى ، أن مشكلة الايداعات المليونية قد بدأت بعد نشر احدى الصحف خبر تضخم حسابات النواب دون نشر أي دليل مادي حول القضية أو حتى ذكر أسماء من تضخمت حساباتهم ، حتى تداخلت الأخبار وتشابكت التصريحات وباتت القضية أرضا خصبة للإشاعات وتبادل الإتهامات وتصفية الحسابات وظهرت مصطلحات كالرشوة وغسيل الاموال والرشاوى دون معرفة حقيقة ما نشر ، وقد تداول النواب والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي أسماء نواب وأوراق حسابات لايعلم مدى صحتها من عدمها ، وكان من المفترض انتظار كلمة القضاء وتحويل المتهمين للنيابة قبل الإدلاء بأي تصريح أو نشر أخبار مهزوزة تأثر سلبا على من أدلى بها وعلى من تداولها .
وأكد المتحدثون أنه مثلما هو معيب تضخم حسابات نواب مجلس الأمة واعتبارها عملا غير مشروع ، فإن قبول المعاملات والواسطات في العلاج والتعليم والعمل والحصول على مناقصات حكومية والانتفاع من مسمى 'نائب' هو أمر معيب وغير مشروع كذلك  ، وتمنوا بعد إحالة المشتبه بهم في هذه القضية أن يأخذ القانون الكويتي النزيه مجراه وينتظر الجميع نتائجه قبل اطلاق أي تهم أو مصطلحات مستقبلية .


الفرعيات
وحول موضوع الانتخابات الفرعية أوضح الشاركون أنها وصمة عار في جبين الديمقراطية الكويتية خصوصا بعد أن جرمها القانون المحلي ، ومن المضحك تغيير مسمياتها كالتشاورية وعمليات التزكية والانتخابات العائلية وهي واحدة ، فالانتخابات الفرعية وعلى الرغم أن البعض يراها ضرورة إلا أنها تكبح وتحرم حقا من الحقوق التي كفلها الدستور للمواطنين ممن ينطبق عليه الشروط ، ولا توصل الاكفأ من المشاركين فيها بأي حال من الأحوال ، خصوصا أنها باتت جرما يعاقب عليه ، إذ كيف لمجرم شارك في عمل مخالف للقانون أن يكون مشرعا للقانون في المستقبل وتحميه حصانة دستورية.
وبعد أن أعلن عدد من المشاركين عدم تصويتهم لأي مرشح قد خرج من انتخابات فرعية أكد المشاركون في الملتقى أن مجلس الأمة الكويتي قد شرع أحد أفضل القوانين في الدولة ألا وهو قانون تجريم الفرعيات ، إلا أنه وبعد اقرار هذا القانون بات من واجب السلطة التنفيذية من أعضاء الحكومة المعنيين تطبيق هذا القانون وشطب كل المرشحين المعلنة أسماؤهم من المشاركين في الانتخابات الفرعية بمسمياتها ، ومن المستغرب جدا هذا الصمت الحكومي وهذا التقاعس من السلطة التنفيذية عن أداء واجبها حتى الآن .

الدوائر الخمس
بين المتحدثون في الملتقى أن بعد توزيعة الدوائر الخمس غير عادلة إطلاقا وتم تقسيمها تقسيما فئويا مدروسا ، بدليل أنه وبعد إقرارها  لم يتغير شيء بتاتا ، بل زادت المشاكل عن سابقاتها ، فبالأمس كانا نقول أن الدوائر الخمس ستلغي شراء الأصوات لكن ما حصل أن سعر الناخب لدى الراشين قد قل وسعر النواب المرتشين ارتفع ، وكنا نقول أن نواب الخدمات لن يستطيعوا التوسط لجميع ناخبيهم لكن ما حصل أن نواب الخدمات زادوا عن السابق وزاد معهم من يعاونهم على الخدمة ، وكنا نقول أن الفرعيات والتشاوريات ستقف لكن ما حصل أن الانتخابات الفرعية قد عززت وزاد الطرح القبلي والطائفي عن السابق بكثير للأسف الشديد ، لذلك بات من الواجب إعادة النظر في توزيع هذه الدوائر وإقرارها بقانون إن أمكن أو التحول للدائرة الواحدة .

محاسبة النواب
بين المشاركون في الملتقى أن في كل انتخابات لمجلس الأمة ينخدع الناخبون بعدد من البرامجهم الانتخابية للمرشحين وطرحهم أثناء فترة الانتخابات الذي يختلف بعد وصولهم لقبة البرلمان ، لذلك يعد وجود آلية دستورية صريحة يستطيع من خلالها الناخب محاسبة النائب على أدائه ضرورة تغني عن الكثير من التشريعات والصراعات المستقبلية ، حيث ناقش المشاركون اقتراح سن قانون يسمح للنائب بالترشح لفترتين دستوريتين فقط بمدة لا تتجاوز الثمان سنوات في مجلس الامة والذي سيجبر النواب على العمل الجاد والابتعاد عن افتعال الازمات ، كما ناقش المتحدثون ما إذا تم تقليص الدورة إلى سنتين بدلا من الأربع سنوات وكيف سينعكس ذلك ايجابا على الدولة بشكل عام ، واكدوا أن الإصلاح والمحاسبة الفعلية للمرشحين وأعضاء مجلس الامة لا يمكن أن يتحققان دون وعي انتخابي حقيقي يفند الطرح الغير عقلاني للمرشحين .

تطلعات مجلس 2012
تمنى المشاركون في ' ملتقى الاثنين ' أن تتحقق آمال الشعب المتكررة في كل انتخابات لمجلس الأمة بأن يكون نواب المجلس على قدر المسؤولية المعطاة لهم في التشريع والرقابة ، ملتزمين بروح الديمقراطية الحقة المبنية على احترام الرأي والرأي الآخر بعيدين عن الأزمات وافتعالها ، فالكويت اليوم بأمس الحاجة لسواعد جميع أبنائها لا أعضاء سلطتها التشريعية فقط ، وبحاجة إلى توافق السلطات أكثر من ذي قبل ، خصوصا أن اندلاع شرارة عدم التعاون بين السلطتين تشل البلاد وتوقف أعمال العباد وخصوصا المتعلق بتنمية الوطن .
كما تمنى المتحدثون في الملتقى أن يصل المرشحون ذوي الخبرة والتخصص من الشباب خصوصا لما لهم من قدرة على الانطلاق والابداع ، وتمييزهم لمستجدات العصر من أجل رؤية مستقبلية أفضل .

دولة الدستور
ختم المشاركون في الملتقى بحديثهم حول دستور دولة الكويت ، وقال المتحدثون أن أساس المشاكل الأخيرة هي عدم معرفتنا بدستور دولة الكويت وعدم حفظنا لمواده ، فمواد الدستور تكفل حرية الرأي والمعتقد ، وتنظم العمل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية .
وقال المتحدثون : ' أين المشكلة لو رأينا المسجد بجانب الحسينية ورأينا السني يجلس مع الشيعي والبدوي مع الحضري في مجلس واحد ، إن التطرف يولد التطرف والتعصب يولد الغضب والعداء ، فأهل الكويت لم ولن يدخل بينهم العداء والبغضاء وجميعهم متلاحمين متكاتفين في الشدائد والرخاء  .
 
تغريدات الحضور

• علي العنزي : ما المانع من رؤية المسجد بجانب الحسينية ؟ وأن يوصل من يدفع الخمس من قبل دافع الزكاة ؟

• فهد العرادي : لدينا ديمقراطية دون ديمقراطيين ، وبات التطرف يولد تطرفا آخر

• نواف النبهان : المرحلة المقبلة تتطلب توافق حكومي برلماني من أجل تنمية حقيقية

• القلاف : كنا نقول ان الدوائر الخمس ستقضي على شراء الأصوات وما حصل أن سعر الناخب قل و سعر النائب زاد

• مطلق العجمي : دستور دولة الكويت يكفل احترام الأديان والمذاهب الأخرى

• الغريب : الايداعات المليونية فتحت الباب أمام الإشاعات وتصفية الحسابات

• يحيى دشتي : مع كل حل للمجلس تنشل البلاد وتوقف أعمال ومصالح العباد

• محمد الرشيدي : لن أصوت لأي مشارك في الفرعية ، فهي توصل المجرم لتشريع القانون
 
كلمة مسؤول الملتقى

ومن جانبه أكد مسؤول 'ملتقى الاثنين' أحمد القلاف ، أن فكرة الملتقى جاءت بعد  تدني لغة الحوار وتنامي الطرح الطائفي القبلي الفئوي في الساحة و الزج المستمر لتحركات الشباب ومصادرة آرائهم وتحركاتهم دون الرجوع لهم أو تشفي آراؤهم بموضوعية بعيدا عن الخطابات السياسية الرنانة وتقنين حركتهم وسرقتها من قبل أشخاص وتيارات سياسية متنفعة ، الأمر الذي ادى إلى تهميش دورهم الفعلي والحقيقي ومصادرة أفكارهم نتيجة قلة الوعي النقابي والسياسي المتنامي في الساحة الناتج عن عدم المتابعة والمحاسبة .
وقال القلاف : '  يهدف الملتقى في المقام الأول إلى زيادة الوعي السياسي والاجتماعي والثقافي لرواد الملتقى من خلال إقامة حلقات نقاشية دورية حول المستجدات الطارئة في الساحة ، وتحليلها ومناقشتها من منظور شبابي بحت خال من التدخلات الحزبية أو القبلية والطرح الفئوي الهابط ،  'فملتقى الاثنين' يضم خليط متجانس من الرواد تهادت عليه الكويت منذ القدم يحكي الواقع الحقيقي للمجتمع الكويتي المتماسك بسنته وشيعته من حضر وبدو من مختلف المناطق والدوائر الانتخابية ، ليرسخ ثقافة الحوار والاستماع وتقبل الرأي الآخر' .
وأكمل : ' بعد انتشار ثقافة القوة ولي الذراع والطرح المتعصب القبلي الطائفي  ، رأينا أنه بات من واقع مسؤوليتنا الاجتماعية تجاه الوطن أن نبدأ مشوار الملتقى الذي نتمنى أن يكون نقطة انطلاق تجمعات أخرى في مناطق اخرى تحذوا حذونا وتسير على دربنا لنزيد من درجة الوعي بشكل عام وننشر ثقافة الحوار المبنية على التسامح وتقبل النقد  والرأي الآخر بعيدا عن التعصب والتزمت ' .
وختم القلاف قائلا : ' باب المشاركة في الملتقى مفتوح للجميع مساء كل اثنين في ديواننا بمنطقة العدان ، ويمكن للراغبين بالمشاركة والتواصل عبر الايميل [email protected] 

الآن:محرر المحليات

تعليقات

اكتب تعليقك