قانون »العمالة« هل ينظم؟ ..بقلم فضيلة المعيني

الاقتصاد الآن

911 مشاهدات 0

قانون العمل

 كنت قد تناولت فوضى مكاتب استقدام العمالة وكواليسها موضوعاً لزاوية اليوم، ولكن مع اعتماد مجلس الوزراء قانون عمال الخدمة المساعدة، تحقيقاً لمصلحة صاحب العمل وحفظ حقوق العمال وتوضيح التزامات مكاتب الاستقدام، فقد انتفت الحاجة لنشر ما كتبت، لكن يجدر ذكر أهمية إعادة بناء هذه السوق التي أصبحت الفوضى العنوان اللافت لها، من جراء ما يحدث فيها من أعمال تتنافى مع ما ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الأطراف الثلاثة.

أهمية تنظيم عمل هذه المكاتب وتوضيح الالتزامات والحقوق والواجبات، تنبع من المردود الإيجابي الذي سينعكس على المجتمع واستقرار البيوت التي أصبحت تنتهك حرماتها على أيدي من يعبثون بالنظام، يفتحون أبواباً مغلقة ويديرون في جنح الظلام أو في غياب أصحاب البيت، ظهورهم لكل شيء، بحثاً عن مكاسب وأرباح تتحقق لهم بأي وسيلة، مخالفين بذلك أبسط قواعد النظام، دون مراعاة قانون الدخول والإقامة في البلاد.

فالمكتب متى ما انتهت مهلة الضمان المقررة بشهرين، وفي الغالب يتم الهروب بعد هذه المدة، يخلي مسؤوليته من أي علاقة له بالخادمة، ليجد الكفيل نفسه في دوامة تقديم بلاغ هروب ودفع رسوم وتأمين تذاكر وتعهدات يتعهد بها أمام السلطات، والبحث عن بدائل ومزيد من الخسائر المادية وغيرها، نتيجة إخلال البعض بالنظام وقد أمن العقوبة.

النظام الموحد القديم قدم حلولاً لجانب من هذه المشكلة وهو الشق المتعلق بحقوق الخادم المادية، وبقيت جوانب أخرى معلقة، فيما لم يتطرق البتة لحقوق صاحب العمل ولم يتمكن من إيجاد أو خلق ما يسد باب الهروب الذي تزايد بشكل غير طبيعي، وأصبح الهروب جماعياً ومنظماً بفعل فاعل أو عبر شبكات تمتهن هذا الفعل، تهرب الخادمات من البيوت وتشغلهن في المسموح والممنوع دون أي رادع أو خوف.

تبقى الأمنيات في القانون الجديد أن يرتب الأمور وينهي حالة الفوضى، ويحدد لمكاتب استقدام العمال حدودها وصلاحياتها وما عليها من التزامات، لا أن يترك الحبل على الغارب وكل يدندن على ليلاه، يهيمن ويسيطر ويتقاضى رسوماً وعمولات بمبرر ومن غيره، ويرفع قيمة الأتعاب كيفما يشاء ووقتما أراد.

أمثلة حية كثيرة، وزيارة سريعة على بعض مكاتب استقدام العمالة، تكفي لشرح حالة الفوضى.. وكيل خدمات يملك محلاً بطول وعرض البناية، يضم أعداداً من المكاتب، لكل جنسية مكتب خاص بها، ويعج بعشرات الخدم المرتجعات وبقصص وروايات شهد ودموع.. حقوق تضيع وأحلام وردية تنسج لخادمات يحلمن بغد ومستقبل أفضل، لكن الواقع لا يكون كما توقعن.

 

الآن: البيان الاماراتى

تعليقات

اكتب تعليقك