من أجل الكويت- يكتب علي الطراح
زاوية الكتابلنقف غدا سداً منيعاً بوجه العدميين الذين يشوهون ديمقراطيتنا
كتب فبراير 1, 2012, 8:15 م 1228 مشاهدات 0
من أجل الكويت
د. علي الطراح
يحل علينا يوم غد، اليوم الفاصل في مسيرة الديمقراطية الكويتية. فهو فاصل، لوجود تحديات كبيرة ومتنوعة يشترك فيها المحلي والإقليمي. إنها انتخابات تستحوذ على اهتمام دولي وإقليمي، وهي انتخابات تحدد مسار ومستقبل الديمقراطية في الكويت، حيث نواجه تحديات كبيرة ومنعطفات خطيرة، منها ما يتعلق بالنسيج الاجتماعي لمجتمعنا الذي تعرض لهجمة شرسة سعت لتفتيته وتخريبه عبر توجيه الأنظار نحو صراعات هامشية تشغلنا عن مستقبل التنمية التي طال انتظارها.
العدميون والتيئيسيون يحاولون بكل ما يملكون من قوة العمل على تخريب الديمقراطية، والدفع بالناس نحو اختيارات عشوائية لعلهم ينجحون في استكمال خطتهم التخريبية التي تستهدف تشويه مجلس الأمة، وخصوصاً بعد فضيحة 'القبيضة' المتورط فيها بعض من أعضاء البرلمان. وهي القضية التي قصمت ظهر البعير ودعت الحكومة لتقديم استقالتها. إلا أن الخطة ماضية، وحتى إن رحلت الحكومة، فالأمر يتعدى حكومة هذا وذاك بقدر ما أن هناك نهجاً يحاول تخريب الديمقراطية.
على الجميع أن يقف سداً منيعاً في وجه هؤلاء العدميين الذين يشوهون ديمقراطيتنا ويدفنون أحلام أبنائنا في وطن يوفر لنا جميعاً الحق والواجب والمسؤولية تحت راية المواطنة التي نراها مخرجنا الوحيد للنجاة مما يحاك لمجتمعنا. اليوم نواجه انقسامات كبيرة تهدف إلى تحطيم المجتمع عبر بث الفرقة بين القبيلة والمدينة، بين الشيعة والسنة... وهم يسعون بكل ما يملكون لبث النعرات، ولكي يبحروا في فسادهم ويستمروا بنهب أموال ومقدرات وطننا. هذه المرحلة حاسمة في تاريخنا وعلينا جميعاً أن نعي خطورتها، وندرك بأن هناك خطة محكمة المراد منها تدمير الديمقراطية عبر إشعال منافذ هامشية تشغلنا عن محاربة هؤلاء الذين يسعون لتدمير الكويت.
هؤلاء يريدون أن يمضوا بمسيرة النهب لمقدرات الوطن، لكن والحمدالله لدينا رجال ونساء شرفاء وشباب يملك الإرادة للوقوف أمام هذه الهجمة الشرسة التي يخطط لها هؤلاء العدميون الذين دفعوا بالفساد وعبثوا بأموال البلاد وبمستقبلها. فهؤلاء لن يقفوا بل هم ماضون في مخططهم التخريبي، وهم من يدفع للمساس بالسلطة القضائية والتشريعية لتشكيك الناس بمصداقية السلطتين في قيادة البلاد وفي تحقيق العدل والمساواة بين كافة الشرائح. ومن ذلك أيضاً محاولات التشويه لشخصيات عرف عنها حبها للوطن والدفاع عنه ومحاربة الفساد فيه، بل طالما كانت سنداً للوطن، وهي تقف اليوم ضد محاولات التخريب.
لقد سبق وأن نبهنا لخطر اللعب بالنار، فالنار تأكل الأخضر واليابس، ومن يساوم على تحقيق نصر فهو واهم لأن الوطن لا يعوض بشيء. وكل العقلاء يدركون خطورة هذه المرحلة ويدفعون الصالح لبناء وطن تسوده المساواة وتتاح فيه الفرص لكل الشرائح لتبوؤ المناصب دون تمييز. من يعتقد بأن الدفع نحو الضرب بالقبيلة سيفيده فهو يدمر كيان الوطن، فالكويت عرفت بتنوعها الاجتماعي، والقبيلة مكون أساسي من مكونات مجتمعنا، مثلها مثل الطائفة، وليس من الحكمة أن تتعرض القبيلة لهذه الهجمة، ولا يعتقد من يفعل ذلك أنه سينتصر، فالدور قادم عليه... إنها لعبة اكتشفناها منذ زمن.
دعونا نفكر بحكمة ونختار الأمين، الصالح، دعونا نلتفت لهم الوطن، فهو ما لدينا وما يتبقى لنا في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة. ويتزامن هذا مع الحملة ضد المملكة العربية السعودية من بعض المرشحين الذين يعملون لضرب عمق الكويت، ولعل الرسالة وصلت لمن لا يفهم ولا يعي خطورة اللعب بالنار.
تعليقات