التسويق التعيس!! بقلم د.عبدالعزيز بن علي المقوشي
الاقتصاد الآنفبراير 22, 2012, 1:55 ص 592 مشاهدات 0
أن تكون الممارسات اللا أخلاقية تمارس من قبل فئة 'مخملية' أيضاً فهذا في نظري عين المشكلة!!.
أن يخدع رجل أعمال شهير المجتمع بشهادة مزركشة يهدف من خلالها لصناعة 'برستيج' إضافي فهذه في نظري 'سوقية ممقوتة'!!.
وأن يكذب فاشل في دراسته فيحضر شهادة مزورة تؤهله للتدريس بالجامعة التي لم يتمكن من التخرج فيها فتلك قلب المصيبة!!.
أما أن يمارس ( بعض) الأطباء المشاهير تصرفات ممقوتة مقابل مصلحة شخصية؛ فتلك أم المصائب!!.
تمارس شركات الأدوية وسائل تسويقية مخادعة من خلال تقديم 'رشوة' عفوا أقصد 'إكرامية' لبعض الأطباء من خلال دفع تكاليف رحلاتهم السياحية بحجة دعم حضورهم مؤتمرات أو ورش عمل من أجل أن يتفضلوا 'حفظهم الله' بالمساهمة في تسويق أدوية تلك الشركات من خلال وصفاتهم الطبية التي يحررونها لمرضاهم!! وربما وصف بعضهم الدواء لمريض لا يحتاجه!! أو وصفه لمريض يحتاج دواء مختلفاً لكنه لا يرتبط بتلك الجهة التي قدمت 'الإكرامية' لذلك الطبيب!!.
وعندما تمارس ذلك السلوك التسويقي المشين عدداً من شركات الأدوية وليس جميعها، فإنني لا ألومها (على الرغم من أن سلوكها يُعد غير أخلاقي) لكنني ألوم أولئك الأطباء الذين 'يسرحون' في أرض الله طولاً وعرضا على حساب تلك الشركات مقابل أن يفرضوا على المريض 'المسكين' ذلك الدواء سواء احتاج إليه أواحتاج إلى غيره!! ذلك أنهم بفضل الله تعلموا مهنة قد يكون من أهم قواعدها ما يتعلق بالأخلاقيات!! فهل أنستهم تذاكر السفر وغرف الفنادق الفاخرة أخلاقيات المهنة؟!.
ومما زاد من عجبي أن هذه القضية أصبحت ظاهرة في الأوساط الطبية لا يستنكرها الأطباء ولا المثقفون!! وربما بعض من المسؤولين أيضاً!! ومما زاد تعجبي واستغرابي أن أحد المسؤولين بقطاع له ارتباط بالشأن الطبي أيضا ذكر في تصريح صحفي أنه لا يرى بأساً من أن يحصل الأطباء على تلك الهبات من شركات الأدوية!!.
أظن أننا بحاجة ماسة إلى شيء من 'التعقل' وعدم 'التعجل' في مسائل مثل هذه المسألة التي ترتبط بشيء من المهنية والأخلاقيات .. ودمتم.
تعليقات