«جوجل» في موقف دفاعي بعد انتهاك جديد للخصوصية بقلم ريتشارد ووترز
الاقتصاد الآنفبراير 22, 2012, 2:18 ص 692 مشاهدات 0
دخل جوجل سباقا مع الزمن لمنح مستخدمي الإنترنت مزيداً من السلطات تتيح لهم منع المعلنين من تتبعهم على الشبكة، وذلك في إطار مسعى من محرك البحث لإصلاح صورته والحد من ضرر ناجم عن أحدث فضيحة خصوصية. وضمن هذا الجهد، سيمتثل جوجل لطلبات ''لا تتتبع'' من جانب الأفراد، حين يقدم الإعلانات من شبكةDoubleClick الخاصة به، حسب أحد الأشخاص المطلعين على الخطط. وبهذه الخطوة يصبح محرك البحث أول شركة إعلان كبرى على الشبكة تضع حدودا على نفسها طواعية بهذه الطريقة. وكشف باحث في جامعة ستانفورد أن الشركة وضعت سرا، حاجزاً على متصفح سفاري التابع لأبل، لمنع تتبع غير قانوني من جانب المعلنين.
وطوّقت جوجل آثار الخطأ الذي حدث في سفاري، والمراد منه منع المعلنين من تثبيت ''قطع مسطحة'' في المتصفح، حسب جوناثان ماير، الطالب في فصل التخرج في الجامعة. وهذه المسطحات قطع قصيرة من الرموز تجمع معلومات عن مواقع الشبكة التي يزورها المستخدمون، ثم تعيد المعلومات ثانية إلى الشركات التي زرعتها.
وسارعت شركة البحث إلى الاعتراف بجمع معلومات غير موافق عليها، لكنها وصفت إجراءها بأنه غير مقصود لذاته، وأنه نتيجة عرضية لجهدٍ للسماح لمستخدمي سفاري بالاتصال بخدمات مثل شبكتها الاجتماعية، Google+، بينما يتصفحون صفحات أخرى على الشبكة.
قالت شركة جوجل في بيان صادر عنها: ''لم نتوقع أن يحدث هذا الأمر، وبدأنا الآن في إزالة هذه القطع الإعلانية من متصفحات سفاري''.
والادعاء بأنها جمعت معلومات شخصية بالخطأ يعيد إلى الأذهان صدى دفاعها قبل عامين، حين اعتادت السيارات على تصوير الشوارع من أجل خدمة ''رؤية الشوارع'' الخاصة بها، حيث تبين أنه تم جمع معلومات من شبكات WiFi الشخصية. وأدى ذلك إلى إجراء تحقيقات من قبل وكالات حماية الخصوصية.
وقال جوستن بروكمان، مدير خصوصية المستهلكين في مركز الديمقراطية والتكنولوجيا في واشنطن: ''بعد قضية WiFi قالوا إنهم وضعوا عملية كاملة لمنع تكرار هذا الأمر''. والفشل المتمثل في تكرار الحادث جعل ''الأمر مدوياً''، كما قال.
ووجّه منظمون أوروبيون وأمريكيون ضغوطاً على شركات الإنترنت لاستخدام أدوات ''لا تتتبع'' تسمح للمستخدمين بتعطيل عمل قطع التجسس. ويظل متصفح كروم الخاص بجوجل، الوحيد الذي لا يعطي الأفراد القدرة على المطالبة بألا يتم تتبع سلوكهم.
غير أن شبكات الإعلان الكبرى لا تستجيب حالياً لهذه الطلبات، الأمر الذي يجعل التكنولوجيا غير فعّالة.
تدخل شركة جوجل الآن في سباق لتضمين تكنولوجيا ''لا تتتبع'' في متصفح كروم الخاص بها، لكنها ستمضي إلى أبعد ما وصلت إليه شركات أخرى من الامتثال للطلبات في شبكتها الإعلانية، وفقاً للمصدر المطلع.
وسيكون ذلك اختراقاً مذهلاً في التحرك نحو إعطاء الأفراد سيطرة على الشبكة، حسب بروكمان، رغم أن فاعلية الخطوة تعتمد على التطبيق التفصيلي للتكنولوجيا من قبل «جوجل».
تعليقات