يكتب علي البغلي: مطار الكويت مرفق نسيه الزمن!

زاوية الكتاب

كتب 1349 مشاهدات 0


القبس

جرة قلم  /  وزاريات.. برلمانيات.. مطاريات!

علي أحمد البغلي

 

أعجبني تصريح الأخ الفاضل عيسى الكندري، وزير المواصلات، وزير الدولة للشؤون البلدية، بخصخصة بريدنا الذي لا يسرّ عدواً أو صديقاً! وقد كنا إذا أردنا أن نعيب أي أمر أو خدمة، نقول إنها تعيدنا إلى أيام الماضي القديم.. أيام الخمسينات والستينات التي عشنا ببساطتها وسهولتها، وعدم وجود هذه الخدمات والاختراعات الجديدة التي لا تُحصى، التي جادت بها العقول البشرية.. ولكن للمفارقة فبريدنا تلك الأيام الخوالي كان يقدّم خدمة أفضل من «لا» خدمة البريد الحالي بعشرات المرات.. فبريدنا المتهالك الحالي أصبح «ينقع» رسائلنا لمدة لا تقل عن 15 يوماً قبل أن يضعها في صناديق بريدنا؟! لذلك سعدنا جداً بإنشاء مؤسسة تجارية تدير هذا البريد، ونتمنى أن ترى النور في عهد الوزير الإصلاحي عيسى الكندري لكي تسجل في سجل إنجازاته إن شاء الله.
****
أذهلني تصريح أحد النواب الأصوليين (المنتمين إلى السلف) «بأنه سيقدم تعديلاً على قانون الجزاء في دور الانعقاد المقبل بحيث يطابق أحكام الشريعة الإسلامية، ويشمل تطبيق الحدود الشرعية، متضمناً النفي أو التعزير أو القتل للذين يسعون في الأرض فساداً مثل «الإرهابيين»، وأضاف النائب أن التعديل سيستند إلى الدراسة الشرعية التي انتهت اللجنة العليا لاستكمال الشريعة من إعدادها منذ سنوات، حيث تنص بعض الأحكام على عقوبة الرجم للزاني المحصن، والجلد لغير المحصن، وقطع يد السارق على سبيل المثال» انتهى.
ونرد على النائب المحترم قائلين: هل أكملنا منظومتنا التشريعية، ولم يعد لدينا فراغ إلا بقوانين الجزاء الشرعية؟! وهذه القوانين المقترحة شرعت منذ 14 قرناً، وقد تكون صالحة للمجتمع الذي شرعت من أجله، حيث إن العقوبات السائدة في ذلك الوقت في كل المجتمعات والأديان جرت على النمط نفسه.. لنرجع ونعيدها في القرن الـ21؟! ولنواجه الأمر بصراحة، فالمجتمعات الجارة (السعودية، وإيران) تطبّق هذه الحدود الشرعية، هل خفّت حدة الجرائم فيها؟! أم ازدادت كما نرى ورأينا من جنسية الضالعين في الإرهاب في منطقتنا وفي العراق والشام؟! وهل تضمن يا سيدي النائب حسن تطبيق هذه الحدود التي لا رجعة عنها حين الخطأ (فاليد ستظل مقطوعة ولن تعاد حتى لو كانت قطعت بشهادة زور)؟! بحيث لا تطبق إلا على الفقراء ومن ليس له ظهر، أما المتنفذون والأغنياء فلن تطولهم كما نرى الآن؟!
****
لن أتكلم عن مطار الكويت حالياً، الذي أصبح طابور السيارات التي تقل المغادرين في هذه الإجازة يمتد لأكثر من كيلومتر ونصف الكيلومتر؟! فهذه مأساة يتكلم عنها القاصي والداني، وعلى رأسهم مسؤولو المطار (اللادولي)، الذي يراوح مكانه منذ عقود!
فقد نشرت ملاحظات مسافر أميركي على مطار الكويت في 5 يناير 2015 - تتلخص ملاحظات المسافر المحترف المخجلة، والذي قرر أنه سافر بطريقة مستقلة إلى 106 بلدان، ولكنه لم يشاهد قط ما شاهده بمطار الكويت الدولي!
المسافر الدولي يقول إنه صُدم لأن العاملين الرسميين في المطار يقضون أو يصرفون وقتاً في الانشغال بهواتفهم الخلوية أكثر من الوقت الذي يمضونه في خدمة المسافرين؟! وهذه حقيقة تشاهد في كل مرافق المطار من الأمن إلى الجوازات، إلى تفتيش الحقائب بالأجهزة! فالموظفون كانوا ينظرون إلى شاشات هواتفهم بدل النظر إلى شاشات أجهزة التدقيق الأمني؟! أما موظفو الجوازات (ذكوراً وإناثاً)، فقد كانوا ينقرون على شاشات هواتفهم، ما بين التدقيق على جوازات مسافر وآخر! أو يقومون بإجراء المكالمات الهاتفية، تاركين المسافر منتظراً، انتهاءها وهو على شباك الجوازات! ووجد ذلك المسافر أن مبنى المطار وصالات الاستقبال والمغادرة الموحّدة (فقط في الكويت)؟! مملوءة فوق طاقتها الاستيعابية بالمسافرين.. واكتظاظ المطار بالمسافرين، والكاشي اللميع المغطي لأرضياته يجعل من المستحيل سماع وفهم الإعلانات المذاعة على الملأ.. وبلاوٍ أخرى مخجلة عدَّدها هذا المسافر الدولي، عسى أن تصيب بالخجل المسؤولين عن ذلك المرفق الذي نسيه الزمن!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك