لم يعد لروسيا والصين برأي محمد الشيباني مكان في دولنا!

زاوية الكتاب

كتب 600 مشاهدات 0


القبس

الصينيون والروس والأمريكان!

محمد بن ابراهيم الشيباني

 

ما زال الأميركان في تفوقهم السياسي على الروس عندما مزقوا الاتحاد السوفيتي شر تمزيق، وأطاحوا به في أفغانستان، ومنذ ذلك اليوم والروس في تراجع سياسي واقتصادي على المستويين الداخلي والخارجي، أما الصين فلعبة الأميركان الاقتصادية معهم في تنوع واستمرار وكر وفر، وما زالوا يتفوقون عليهم بالوسائل المتنوعة التي لا تخطر على بال الصينيين، وكأنهم معهم في فيلم هوليودي من أفلام «الأكشن» حتى ضيعوا عليهم مواهبهم، والصينيون مشهورون بتقليد الأميركيين بكل شيء، وما زال الأميركان هم من يجرون الصينيين في سياساتهم مرة ذات اليمين، وأخرى ذات الشمال حتى ضيعوا مشيتهم!

القضية السورية اللاعب الرئيس فيها ليس الروس والصينيين فقط، وأنهما سبب تأخر الحل، وإنما الأميركان معهما، فقد استطاعوا أن يضطروا الاثنين في نهاية المطاف إلى مرادهم الذي خططوا له قبل أن تولد القضية السورية وتشتعل وتصل إلى ما وصلت إليه! لقد استطاعوا أولاً أن يكرهوا العالمين العربي والإسلامي خاصة والعالم الغربي بالروس والصينيين وأسلوبهما في التعامل مع القضايا الإنسانية، والأميركان هم من أوصل الدولتين (الصين وروسيا) إلى أن تستجديا دول الخليج العربي لأن تعوضهما خسائرهما الكبيرة عند سقوط نظام الأسد وهي مبالغ لا شك كبيرة، فلم تقبل الدول الخليجية بذلك، ثم وصلت الحال بالدولتين إلى الاستجداء مرة أخرى لما طالت المسألة السورية، ولكن هذه المرة برضوخ على طريقة «راعي النصيفة سالم» أو (العوض ولا القطيعة)! وحتى لا تسقط الهيبة عنهما جملة واحدة، ولعلاقتهما الاقتصادية مع إيران الملالي ولنفوذ إيران في سوريا، طلبتا عقد مؤتمر يضم إليهما فيه إيران، وذلك للحفاظ على ورقة التوت الأخيرة! سقوط نظام الأسد البعثي يعني تغيير الخارطة الروسية والصينية إلى الخارطة الأميركية الجديدة التي كنت قد تحدثت عنها في مقالة سابقة.

لن تهدأ أميركا حتى تشهد للروس والصينيين انهيارات أكبر في السياسة والاقتصاد، وقضايا مثل سوريا ونووي إيران والمسألتين العراقية والأفغانية هي ما ستشهد على استغلال أميركا لها ضدهما.

لم يعد لروسيا والصين مكان في دولنا العربية والخليجية، لأن سياستيهما الخارجية، التي عفى عليها الدهر، لم تعد صالحة لعالم اليوم والمستقبل حتى تحدثاً تغييراً، وفي تغييرهما سقوط لأنظمتهما العفنة القديمة المستمدة من النظام الشيوعي الهالك... والله المستعان.

***

• ارجعوا إلى فلاسفتكم!

«لا تشكُ من الثلج المتساقط على سطح جارك، فإن مدخل بيتك ممتلئ بالقاذروات»

(الفيلسوف الصيني كونفوشيوس)!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك