لننتبه ونقارن الفرق الشاسع بين 'الفكر' و'الكفر'.. خالد طعمة منبهاً

زاوية الكتاب

كتب 810 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  فكر وكفر

خالد طعمة

 

كثيراً ما سمعت عن (برنارد شو) وعن كتاباته ولحظت الكثير من الناس يعجب بما يطرحه وبما يفكر فيه ولكن استوقفتني إحدى رواياته أن كاتباً مغموراً قد قال له ذات يوم : أنا أفضل منك أنت تكتب من اجل المال وأنا اكتب من اجل الشرف، فقال له: صدقت كل يكتب عما ينقصه؟، هنا لابد من الوقوف عند هذه الكلمات والتأمل ملياً في ما أخرج لنا (برنارد) من (خطأ) وهو المتمثل بما لديه من نظرة مادية ليست قاصرةً على الأموال بل على (فكر) أعطيك كي أأخذ منك واستبعاد فكرة (دون مقابل) أو (عمل خالص لله تعالى)، فهذه المدارس الفكرية (مثلما يسمونها) التي تخرج علينا من قبل أناس لم ينطقوا بالشهادتين من المفروض علينا ألا نأخذ منهم بل أن نعتمد على موروثاتنا القيمة الإسلامية والعربية المحسنة عن طريق الشريعة الغراء، لذلك فإن رد برنارد يخالف الواقع فهل إذا ما قام (س) بالتذكير بالأخلاق الحميدة يكون (ناقص أخلاق) وهل ما لدينا من موروثات جميلة تدل على أن من مارسها كان (ناقصاً)، هذا ما يبين لنا الفرق بين الفكر المستنير المستلهم من الإسلام وبين الكفر المتمثل بطمس كل ما هو جميل تحت شعار (المادية) والتي لن تقدم بل فقط (تؤخر)، فهو هنا انتقص من ذلك الشاب المغمور المعتد بدفاعه عن الشرف والفضيلة ومن يردد خلفه هذه الرواية يكون قد ساهم في هدم معاني (التعاون) و(العطف) و(الإخاء) وغيرها من المعاني الراقية.
عند تمعني لسيرة برنارد لم أستغرب منه هذه العبارة، ولكني أستغرب من (الترويج) لعباراته وتجميل سيرته فتجد أحدهم يقول بأنه عرف عن (برنارد شو) تسامحه مع الأديان مع أنه يفتخر بإلحاده؟ فكيف يتسامح مع الأديان وهو فخور بإنكار الدين؟ أتألم وبشدة من الترويج إلى هكذا مفكرين كالتدليل على أن (المدلل) إنسان (واع) أو (مثقف) وذو (إطلاع) مع الأسف أخذنا نتعايش يوماً عن يوم وبشكل أكثر من قبل على تقبل انقلاب الموازين فيروج للكفر على أنه (فكر،) فكيف لنا أن نقول بأن (الملحد) ذو فكر وهو ينكر (الخالق) سبحانه وتعالى؟ فهل فكر كيف أتته القدرة على التفكير؟ وهل شاهد عقله حتى يؤمن بوجوده وبفكره؟، أود أن أبين بأن الملحد ليس بمفكر أياً كان (جمهوره) ومهما زاد (نقاده) والذين إن ركزنا فيهم لوجدنا بعضهم (ملمعين) له بتخطيط وتدبير مدروس حتى يكسروا من عزيمتنا، لذلك لا بد علينا الانتباه إلى مصادر فكرنا حتى لا نفاجأ بأن أرضنا قد غدت أرضاً بور لغش في البذور أو لعدم صلاحية المياه كأن تكون غير صالحة فتكون مياه (غير صالحة) (ملوثة) للواقع فلا تتحقق سوى نتيجة (الفساد في الأرض) لننتبه ونقارن الفرق الشاسع بين (الفكر) و(والكفر).

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك