محبة الكويتيين الحقيقية وولاءهم لأرضها وليس لعلم أو نشيد.. برأي فهد العازب

زاوية الكتاب

كتب 2254 مشاهدات 0


الوطن

على رسلك  /  محمد هايف.. ونواب لا يحفظون النشيد الوطني!!

د. فهد عامر العازب

 

قبل أيام قليلة شهدت ساحة الارادة تجمعاً لاربعة نواب من اعضاء مجلس الأمة وهم (الجويهل والفضل ودشتي والمطوع) استنكاراً لعدم وقوف النائب محمد هايف للنشيد الوطني وتصريح الطبطبائي عن علم الكويت، فالقضية اخذت بعداً اعلامياً وجيرت القضية للطعن بوطنية النائبين الفاضلين حتى ان النائب علي الراشد صرح بتصريح غير مقبول عن النائب محمد هايف حيث قال له «من ليس له ولاء للكويت فليتنازل عن الجنسية!!» فالحمد الله ان علي الراشد ليس صاحب كلمة مسموعة ومطاعة وإلا لسجن الشعب بالمؤبد كما في قضية اقتحام مجلس الأمة وسحب جناسي الكويتيين بغير وجه حق!! كما في هذه القضية وغيرها من القضايا!!
واما بالنسبة لعدم وقوف محمد هايف للنشيد الوطني وردة فعل بعض النواب في تجمعهم في ساحة الارادة فلي فيها عدة وقفات..
الأولى: ان محبة الوطن والولاء له والدفاع عنه مطلب شرعي قبل ان يكون مطلبا عرفيا او وضعيا وكذلك طاعة ولي الأمر بالمعروف فهذه القضية لا نريد المزايدة عليها وتحين الفرص للطعن بالآخرين.
الثانية: لا يلزم عدم قيام الشخص للنشيد الوطني ان يكون ذلك اهانة لرمز الدولة او عدم احترام الوطن والامير كما لا يلزم ان يكون من قام للنشيد الوطني قد برهن على اخلاصه لهذا الوطن، واكبر دليل على ذلك ان المواطن الكويتي الذي تم إلقاء القبض عليه في الشبكة التجسسية قطعاً كان يقوم للنشيد الوطني ويحيي العلم امام الناس، فهل زاده هذا القيام وطنية واخلاصا وولاء لهذا الوطن وردعه عن فعله القبيح وهو التجسس لصالح ايران؟!
الثالثة: كم من نواب سابقين وحاليين كانوا وما زالوا يقفون للنشيد الوطني وتحية العلم، وفي الجانب الآخر لا يحافظون على اموال وثروة الوطن بل ثبتت على بعضهم الايداعات المليونية والتي اخذوها بغير حق!!
وكم من الذين يقفون للنشيد الوطني وتحية العلم مرت عليهم ميزانية مشروع التنمية لعام 2011-2010م والتي تقدر بنحو 40 مليار دينار كويتي والتي لم نر منها شيئاً على ارض الواقع حتى الآن فأين ذهبت اموال الشعب الكويتي؟!
وأين الذين يقفون للنشيد الوطني وتحية العلم من عصابة سراق الديزل الكويتي فهي تعتبر سرقة لثروة البلد فبالله عليكم ايهما اولى بالمحاسبة الذين يتلاعبون بأموال وثروة البلد ويباركون لعصابات تنهب الوطن ام لشخص لم يقم للنشيد الوطني - قناعته الشخصية – ولكنه في الجانب الآخر نظيف اليد والضمير حيث لم تثبت عليه اي تجاوزات او تلاعب في الأموال العامة.
الرابعة: ليس كل من استنكر تصرف (محمد هايف) بعدم وقوفه للنشيد الوطني يدل على انه غيور على بلده ووطنه، فالمهري امتدح من فجّر موكب الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وسمى هذه الفعلة المشينة (بالاعمال الوطنية) وكذلك لم نسمع منه إدانة لايران في تورطها بالشبكة التجسسية بل الذي اذكره انه نفى نفياً قاطعاً في ذلك الوقت كون ايران صاحبة الشبكة التجسسية وسفه من قال ذلك، وفي الجانب الآخر هو اول من استنكر عدم قيام هايف للنشيد الوطني، فأي تناقض بعد هذا، يصف تفجير موكب أميرنا الراحل بالاعمال الوطنية وينكر على من لم يقم للنشيد الوطني؟!.
الخامسة: ان سبب تجمع (الجويهل والفضل ودشتي والمطوع) في ساحة الارادة ردة فعل لعدم وقوف (محمد هايف) للنشيد الوطني، فقد رأيت في مقطع فيديو لهذا التجمع أمرين لا يدري المرء ايضحك ام يتعجب، أولهما: هو عدم حفظ النواب الذين اجتمعوا في ساحة الارادة للنشيد الوطني!! فقد عُزف النشيد الوطني وانشد الحضور اما هؤلاء النواب فكان واضحاً للجميع عدم حفظهم لكلمات النشيد الوطني الذي تجمعوا للدفاع عنه!!
ثانيهما: اثناء النشيد الوطني اخذ هؤلاء النواب يتحدثون مع بعضهم البعض فأين احترام النشيد الذي يدعون اليه في هذا التجمع فمشكلة هؤلاء النواب انهم لم يحفظوا النشيد ولم يحترموه فالنائب محمد هايف افضل منهم، صحيح انه لم يقف ولكنه لم يتكلم اثناء النشيد كما فعل اصحاب تجمع الارادة!!
السادسة: كون الرجل صاحب مبدأ لا يتزعزع عنه فمبدأه واحد مع مع المخالف والموافق يضيف الى شخصه كثيرا من التقدير والاحترام فقناعة النائب (محمد هايف) بعدم الوقوف للنشيد الوطني ليست شيئاً مبتدعاً فقد افتى جمع من العلماء المحققين المشهود لهم بالعلم والتقوى بعدم جواز القيام للسلام الوطني ومن هؤلاء الشيخ عبدالعزيز بن باز وعبدالله بن غديان فقد سئل علماء اللجنة الدائمة للافتاء في المملكة العربية السعودية: (هل يجوز الوقوف تعظيماً لأي سلام وطني؟)، الجواب: «لا يجوز للمسلم القيام إعظاماً لأي علم وطني او سلام وطني بل هو من البدع المنكرة التي لم تكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا في عهد خلفائه الراشدين رضي الله عنهم وهي منافية لكمال التوحيد الواجب واخلاص التعظيم لله وحده وذريعة الى الشرك وفيها مشابهة للكفار وتقليد لهم في عاداتهم القبيحة ومجاراة لهم في غلوهم في رؤسائهم ومراسيمهم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مشابهتهم او التشبه بهم». انتهى.
الموقعون على الفتوى: عبدالعزيز بن باز – عبدالرزاق عفيفي - عبدالله بن غديان ينظر فتاوى اللجنة الدائمة (235/1).
وسئل ايضا الشيخ صالح الفوزان (انا مدير مدرسة وقد أتاني تعميم من ادارة التعليم بوجوب إلقاء تحية العلم والوقوف له وإلقاء النشيد الوطني للطلاب، فما حكم هذا الفعل، وهل لي أن اطيع؟).
الجواب: «هذا معصية بلا شك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لا طاعة في معصية الخالق» فاذا امكنك أن تتخلص منها ولا تحضرها فافعل» أ. هـ فتوى رقم (6564).
وقال ايضا في لقاء في جريدة (الجزيرة) عدد (11989) (فان قيل: ان تحية العلم احترام لشعار الحكومة، نقول نحن نحترم الحكومة بما شرعه الله من السمع والطاعة بالمعروف والدعاء لهم بالتوفيق) انتهى.
فاذا كانت هذه الفتاوى من العلماء الموثوق بهم في هذه المسألة فينبغي لنا شرعاً ألا ننكر على النائب (محمد هايف) تصرفه في عدم وقوفه للنشيد الوطني وهذا لا يعني بالضرورة عدم احترام الدولة وسيادتها.
واخيراً لم نسمع من هؤلاء الذين تجمعوا في ساحة الارادة ضد تصرف (محمد هايف) استنكاراً لتصرف النائب القلاف فنحن لم ننس عدم مصافحة القلاف والسلام على صاحب السمو في بداية المجلس التشريعي الحالي فأيهما يا اصحاب التجمع اقبح فعلاً؟!
خلاصة المقال ان محبة الكويتيين الحقيقية للكويت وولاءهم لارضها ليس مجرد رفع علم او نشيد وطني فان حقيقة المحبة للوطن هو الفعل الصادق والذي يكون مردوده ايجابياً على هذه الارض الطيبة المباركة فالمواطنة الصالحة ليست بالشعارات البراقة فقط بل بالافعال الصالحة والصادقة، فأسأل الله بأسمائه وصفاته ان يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك