لا يوجد شئ يبقى على حاله.. محمد الشيباني مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 588 مشاهدات 0


القبس

لا يبقى شيء على حاله

محمد بن إبراهيم الشيباني

 

في دمشق الشام سوق تسمى سوق القباقيب حيث تصنع القباقيب (جمع قبقاب، وهو حذاء منزلي من الخشب)، وكانت، كما قال العلامة علي الطنطاوي قد كان في موضعه «الدار الخضراء» دار معاوية وأكثر خلفاء بني أمية! صحيح أن كل ما في الدينا يولد ويموت، يقوى ويضعف، يعز ويذل، فالدار الخضراء التي كانت يوماً عاصمة الدنيا وسرة الأرض، ومنزل الخلفاء من بني أمية الذين كانوا يحكمون ما بين قلب فرنسا وقلب تركستان وأطراف باكستان، وكانت محط الآمال ومطمح أنظار الرجال، صارت سوقاً للقباقيب!

وليست «الدار الخضراء»، كما أورد الطنطاوي في ذكرياته، القصر الوحيد في الدنيا الذي تحول إلى ذلك التحول الشنيع، فهناك على سبيل المثال لا الحصر المسجد البابري التاريخي في الهند، الذي هدم من أساسه للحرب العرقية هناك، وليس الأمر مقتصراً على المباني فقط، بل تعداه إلى أكثر من ذلك، وهو ميراث علماء الأمة وبناتها، وما تركوه من علوم إنسانية، تعرض وما زال للتدمير والحرق والحروب العرقية التي لا تبقي ولا تذر، فنظرة اليوم إلى الحرب الأهلية في سوريا وبعد قتل الإنسان وتعذيبه وهدم المساجد والأبنية التاريخية والأثرية، سواء على أهلها أو غير ذلك، ناهيك عن التحف والآثار في البيوت والمتاحف التي نهبت اليوم قبل أن يسقط النظام! قد سبقت الحرب في سوريا الحرب في العراق والتي ضاع وخرب كل شيء فيها، المباني والمتاحف والآثار التاريخية وسرقة اللصوص لها.

حقاً، لا شيء يبقى أو يخلد في هذه الحياة، لا الإنسانية ولا الحجر ولا الشجر.

«كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ» الآية القرآنية العظيمة ليست لقوم سبأ العظماء وما كانوا يملكون وأتوا من كل شيء، وإنما هي مثال لكل الأقوام والأمم في كل الأزمان، والسعيد من اتعظ بغيره، وغيّر وبدّل إلى الأحسن والأفضل، ولعله يدرك ذلك. والله المستعان

***

• الآفة.

«كل آفة عليها من الله آفة»!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك