متى تبدأ ثورة الاختيار؟!.. فاطمة الشايجي متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 1352 مشاهدات 0


الشاهد

متى تبدأ ثورة الاختيار

فاطمة الشايجي

 

تاريخ الثورات يسطره لنا شكل المجتمعات، فنجاح ثورة عن أخرى يوضحه بالفعل تقدم المجتمع الذي نادى بثورة ما ولظروف ما، فمثلاً ثورة المستعمرات الأميركية كانت تطالب بالاستقلال واستقلت، والثورة الفرنسية كان هدفها تغييرات اجتماعية وبالفعل تغيرت، والثورة البلشفية كانت تهدف الى التغيير الاقتصادي وبالفعل حصلت على التغيير وان تعثرت بعض الشيء، والثورات العربية منها المصرية التي كانت تهدف الى تغيير اجتماعي حصلت عليه حينا من الدهر.
ولكن ما حدث من ثورات في الدول العربية نهاية العام الماضي والى الآن يجمع بين كل هذه الأهداف، فالمطالبة بتغيير النظام لاصلاح الفساد الاداري والاجتماعي والاقتصادي والاداري أي ما يخص الحرية جميعها تحتاج الى ثورة حقيقية لامكان بناء نظام يحقق مطالبات الشعوب يتجسد في الديمقراطية كنظام سياسي، يمكننا أن نقول ان الثورات تجزأت الى ثويرات فتحديد أيام للانتفاضة مثل جمعة »الغضب، الرحيل، المليونية، المليونين،الخ« من هذه التسميات هي جميعها حققت الهدف وهو اسقاط نظام.
وقد تظهر لنا ثورات عاجلا أم آجلا ويتم اختيار أيام أخرى وأسماء مغايرة ولكن يتبقى لنا ثورة مهمة جدا يجب على جميع الشعوب الوقوف عندها. وليس الوقوف باسمها أو التجمهر والمناداة في مكان عام وهي ثورة الاختيار.
فهي لا تحتاج الى الصراخ أو الانفعال فسقوط الأنظمة قد يحتاج الى الصراخ، والآن الأنظمة سقطت، أما بناء الأنظمة فيستدعي الاتفاق لذا يجب أن يكون الاختيار هو الثورة الحقيقية للبناء، وأولها بناء النفس من خلال التفكير والايمان.. أن الاختيار يجب ألا يعتمد على عادة أو عرف فنحن متغيرون، وألا يقوم على مذهب أو عقيدة فنحن جميعا مواطنون. وألا يتخذ من مبدأ البقاء للأقوى أساسا لاختيار من سيكون المسؤول عن تشريع وتطبيق القوانين، فنحن بذلك نؤكد أن القوة هي المنهج الذي يستطيع أن يوجه البشر، ولكن الاختيار يجب أن يقوم على أساس أن جميع الناس لهم حق العيش بكرامة، وأنهم قادرون على تحقيق ذلك من خلال التعاون فيما بينهم.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك