قرابة الطائفية بين سوريا وإيران أقوى من رابطة العروبة.. بنظر سلطان الخلف

زاوية الكتاب

كتب 900 مشاهدات 0


الأنباء

فكرة  /  الآن سقط قناع العروبة عن وجه النظام السوري

سلطان الخلف

 

بعد الاستقلال شهدت الأمة العربية مدا قوميا كاسحا من الخليج الثائر إلى المحيط الهادر وكان أغلب الأنظمة العربية يقودها زعماء قوميون وكان أبرزهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان القوميون هم أكثر الشرائح السياسية بروزا على الساحة العربية ويعدون أنفسهم النخبة التقدمية التي ستنهض بالأمة العربية نحو مستقبل زاهر وكانوا على عداء شديد مع التيارات والتقاليد الإسلامية التي كانوا يعتبرونها رجعية وسببا في تخلف الأمة العربية.

لكن بعد هزيمة العرب في حرب 67 انهار الحلم القومي وتلاشت شعبية الزعامات القومية العربية واكتشف الكثيرون ممن جرفهم التيار القومي زيف الشعارات القومية، لكن مع ذلك ظل النظام السوري وهو آخر نظام بعثي عربي متعلقا بأطروحاته القومية حتى جاءت ثورة الربيع العربي في سورية لتكشف لنا زيف ادعاءاته العروبية وأنها لم تكن إلا غطاء لطبيعته الطائفية التي فرضها على الشعب السوري منذ 40 عاما حصد خلالها ولايزال حتى هذه اللحظة عشرات الألوف من أرواح الشعب السوري وخلال تلك الفترة لم يكن أحد ليجرؤ على إثارة مثل هذه القضية وتعريض حياته للخطر، لأنه سيتهم بالعمالة والتعاون مع العدو الصهيوني ضد القيادة السورية قلب الأمة النابض بالعروبة والممانعة ومقاومة الإمبريالية.

أما اليوم وبعد أن انكشف الستار وتهيأت الظروف صار الحديث عن طائفية النظام وعدائه للعرب أمرا عاديا في المنتديات والصحف والفضائيات وصار الكل يدرك مغزى تخندق هذا النظام مدعي العروبة مع جمهورية إيران الإسلامية التي تتذمر من تسمية خليجنا بالخليج العربي وتحتل جزرا عربية وتهدد بتوجيه ضربات صاروخية إلى دول الخليج وتخطط لزعزعة أمن المنطقة أو مغزى انفتاحه بشكل لافت على المؤسسات الدينية الإيرانية والسماح لها بالعمل دون قيود داخل المجتمع السوري ذي الغالبية السنية مع العلم بأن الالتزام الديني يعتبر رجعية غير مسموح بها لدى النظام السوري أو مغزى سيطرة طائفته النصيرية على مفاصل الجيش والإدارة في الدولة، ولعل الوثيقة التي يطالب فيها سليمان الأسد (جد بشار) فرنسا بإقامة دولة علوية (نصيرية) في سورية والتي نشرتها العديد من الصحف وقد أشار إليها مندوب فرنسا في الأمم المتحدة في رده على بشار الجعفري مندوب النظام السوري دليل واضح على كراهية هذا النظام للمسلمين العرب واستحالة تعايشه معهم. إذن بالنسبة للنظام السوري فإن ما يجمعه بالنظام الإيراني هو القرابة الطائفية التي هي أقوى من رابطة العروبة المزيفة لديه ولتذهب حينئذ العروبة إلى الجحيم. حدث كل هذا في غفلة من التاريخ 40 عاما والعاقل من يعتبر.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك