أين نحن من البحث والمخاطرة في طلب العلم؟.. البريكي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 972 مشاهدات 0


الكويتية

وادي كلمة  /  قفزة..!

أحمد مبارك البريكي

 

قفز رائد الفضاء النمساوي فيليكس بومغارتنر صاحب الثلاثة وأربعين ربيعا من أعلى، فتقافزت معه «نكشات» وتعليقات أمة العرب الجاهزين دائما للتعليق والتهكم، بعد أن تناسوا همومهم التي سكنت صدورهم لساعتين من زمن القفزة التاريخية.
المغامرة الجريئة التي قام بها رجل الفضاء بالسقوط من الفضاء، دليل على أن البداية هي نصف كل شيء، والجرأة هي كل المغامرة، فكانت تلك الوثبة العالية التي دخلت كذلك مختبرات التجارب العلمية وأنابيب الاختبار بعد أن تابعها بحرص جمهور من علماء الفيزياء والبيولوجيا والباحثين في الأمور العسكرية، وحتى علماء النفس وناشطي الرياضة والأرقام القياسية، ليستنبطوا قوانين جديدة تخدم مستقبل الإنسان، بعد معايشتهم لتجربة حيّة اخترق من خلالها أول جسم بشري بسرعته حاجز الصوت، انطلاقا من مكان ما من طبقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي للأرض، التي حمله إليها منطاد مليء بالهيليوم، ليهبط حرا مسافة 39 كيلومترا خلال أربع دقائق و19 ثانية، وهو رقم قياسي عالمي يُكسر لأول مرة.
فيليكس المحب للمغامرة والعمل، هو الذي أبصر النور يوم ولادته في نفس عام هبوط إنسان مغامر آخر على سطح القمر، هو الأميركي نيل آرمسترونغ، قام بجنوحه الرائع بحبس أنفاس كل سكان الأرض وهو يتجه نزولا نحو الأرض في رحلة إنسانية لخدمة العلم والبحث، التي ستظهر نتائجها في القريب.
يتبادر إلى العقل أسئلة بلا أجوبة، وأمانٍ كثيرة مؤجلة، فإلى متى والعالم من حولنا شعلة نشطة وكل يوم هو في شأن علمي جديد؟ يرسي حقائق ويمحو أخرى وينتج نظريات متحركة تفتح الآفاق إلى علوم مجهولة، ونبقى نحن أمة العرب ننام على بساط الحلم الأحمر ونتغنى بتواشيح ماضٍ تليد، أين نحن من البحث والمخاطرة في طلب العلم، والتوق والتطلع إلى أعلى القمم، حيث الاستكشاف والنور؟ وهل سنبقى هكذا دائما جامدين بلا حراك عقلي وعلمي نسقط سقوطا حرا عبر تقادم السنين إلى حيث التلاشي والارتطام؟!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك