المعارضة الكويتية كما يراها صالح الغنام 'دمها خفيف'!!

زاوية الكتاب

كتب 1876 مشاهدات 0


السياسة

خارج النص  /  أمير الدستور!

صالح الغنام

 

.. وكأن الصحف الصادرة يوم الأربعاء الماضي اتفقت في شبه إجماع على كتابة المانشيت التالي: 'إما دولة القانون والدستور أو الفوضى'! وهو الكلام الذي صدر من لدن صاحب السمو - حفظه الله ورعاه - أثناء استقباله قادة وضباط الجيش والشرطة والحرس الوطني. صاحب السمو, أكد في كل خطاباته السامية وفي جميع لقاءاته العامة والخاصة على تمسكه بالدستور وتطبيق القانون على الكبير والصغير. وقد صدق أميرنا في مقصده وأنجز وعده, إذ جرى تنفيذ تعليمات سموه بحذافيرها ولم يسلم منها حتى أبناء أسرته الكريمة.     
الإفراط في التسامح أدى إلى التفريط في الهيبة, وقاد إلى الإخلال بالأمن, وزعزعة الاستقرار, وعرض البلاد إلى شرور لا يعلم منتهاها إلا الله عز وجل. ولأن البعض فهم الصبر والحلم والأناة على نحو خاطئ ولم يحسن مقابلة المعروف بالتقدير والاحترام, فلم يكن أمام كبيرنا من خيار سوى الحزم والتشدد في تطبيق القانون, فكان أن استحسن الشعب قاطبة هذه الخطوة الحاسمة, التي لطالما ترقبوها وانتظروها بفارغ الصبر, فراحوا جماعات وفرادى يحيون أميرهم ويشدون من أزره, في مشهد وطني مهيب قلما نرى له مثيلاً!
أميرنا الوفي للوطن والشعب والدستور, لم يغفل في أي موقع يكون فيه عن تأكيد احترامه للدستور والتمسك فيه والحفاظ عليه, ولا أظن بوجود زعيم جارى سموه في عدد المرات والمناسبات التي ذكر فيها مفردة 'الدستور', فكان أن استحق بجدارة لقب 'أمير الدستور'... أميرنا الغالي, لم يكتف بكل ما سبق, وإنما أوعز للمعنيين بتنظيم حفل تاريخي مهيب وتخصيص ميزانية ضخمة للاحتفاء بمرور 50 عاما على صدور الدستور, وفي هذا دالة كبرى ومهمة, على أن الدستور يمثل لسموه قيمة عظيمة ينبغي للأمة بأسرها أن تشارك وتفاخر بالاحتفال فيه... شكرا وألف شكر أمير الدستور.
***
الأسرة الكويتية العظيمة التي واجهت بثبات وشجاعة جموع المتظاهرين في منطقة مشرف برفع الأعلام وترديد الصيحات المؤيدة لصاحب السمو, ينبغي أن يتم تكريم جميع أفرادها على الفور, ليس لأنهم ينتظرون هذا, وإنما لأنهم تصرفوا بعفوية بالغة, ولم ترهبهم الجموع الغفيرة, فقدموا بسلوكهم الوطني الرائع, نموذجا عمليا ودرسا حيا في حب أهل الكويت وولائهم المطلق لبلادهم وأميرهم... إلى أن يتم هذا, هذه قبلة مني على جبين جميع أفراد هذه الأسرة العظيمة.
 ***
أجمل ما يميز المشهد السياسي في الكويت, أن المعارضة لدينا دمها خفيف ولا تبخل على الشعب بسرد قصص مسلية ومشوقة كتلك التي كنا نقرأها في روايات أغاثا كريستي البوليسية. فمن قصة السعدون مع 'الشفر الأبيض' إلى قصة البراك مع 'اليوكن الأسود' ونوادر 'كبت أمي'. ومن 'حزاية' الديين عن 'حبارى منغوليا', إلى هايف وحكاية 'النص مليون', وأخيرا أبي أسامة الشاهين - وهو أمكر العرب وأكثرهم دهاء - إلا أن يتحفنا بقصة عن أربع شاحنات سدت الطريق بين الخالدية والعديلية وكانت محملة بأسلحة تخص خلايا إيرانية... أشهد بأن لا شيء يسلينا في هذا البلد, إلا المعارضة, وأفلام 'ميلودي' تتحدى الملل!                   

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك