الملاحقات وتهديدات الحبس لم تعد تؤثر في شباب المعارضة.. الجاسم مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 174 مشاهدات 0


الكويتية

الميزان  /  مفترق طرق

محمد عبد القادر الجاسم

 

حتى هذه اللحظة، وعلى الرغم من ارتفاع منسوب التوتر السياسي، إلا أن الكويت لم تشهد أعمال عنف باستثناء المواجهات التي وقعت خلال المسيرات، فهل الكويت مقبلة على مرحلة تظهر فيها أعمال العنف لدوافع سياسية؟
هذا السؤال ظل يدور في ذهني الأيام الماضية، وكنت أتحاشى البحث عن إجابة له، أي كنت أسعى إلى تجاهل السؤال، لكن يبدو أنه آن أوان البحث عن إجابة موضوعية محايدة، فبعد يوم الأول من ديسمبر سوف يتشكل واقع سياسي جديد فيما لو جرت الانتخابات، ويبدو واضحا أن الحكومة سوف تحتفل «بنجاح» الانتخابات حتى لو فشلت، وفي المقابل سوف يشعر أنصار المقاطعة بالضيق حتى لو تحقق النجاح الباهر لحملة مقاطعة الانتخابات، وذلك بسبب إجراء الانتخابات وفق مرسوم الصوت الواحد وعدم قدرتهم على إلغاء هذا المرسوم. ومن هذا الاحتفال المخادع وذاك الضيق الشعبي، قد تتشكل بيئة نفسية متوترة ضاغطة يسودها الغضب الشعبي مما قد يؤدي إلى الاندفاع باتجاه العنف، كما أن الحكومة قد تسعى إلى المزيد من العنف وهي تتصدى للمسيرات القادمة تحت تأثير نشوة وهم نجاحها في إجراء الانتخابات.
 إن التاريخ السياسي للكويت لا ينبئ باستعداد أي طرف للجوء إلى العنف، وبيئة الكويت السياسية تختلف تماما عن بيئة البحرين، ومع ذلك فإن علينا أن ننتبه إلى أن الواقع السياسي الذي نعيشه اليوم يختلف بكل المقاييس عن أجواء الأزمات السياسية السابقة، فالريادة اليوم في جبهة المعارضة هي للشباب، وهم أكثر حماسا واندفاعا، ويشعرون بأن الحكومة تناصبهم العداء، ناهيك عن توفر الطاقة والقدرة والعزم لديهم لمواصلة معارضتهم الميدانية لتوجهات الحكومة، ولم تعد الملاحقات السياسية ولا التهديد بالحبس تؤثر على إرادتهم وإصرارهم، وهم يعيشون في أجواء التحدي تجاه الحكومة.. وفي المقابل تراهن الحكومة على قدرتها على تحقيق مبتغاها من خلال اتباع المنهج الأمني، وهو ما يشكل عنصر استفزاز للشباب. باختصار، أرى أن انحسار التوازن السياسي في البلاد قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة، وقد تضع أحداث مسيرة «كرامة وطن» الثالثة التي ستجرى في 30 نوفمبر الجاري الكويت أمام مفترق طرق جديد في تاريخها السياسي.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك