'الكشتة' من أجمل التقاليد الكويتية القديمة

منوعات

ينتظرها رواد البر بفارغ الصبر، يقومون خلالها بالتخييم، ويبتعدون عن رتم الحياة الروتينية

4736 مشاهدات 0


اجمع عدد من رواد البر (الكشاتة) على ان الكشتة تعد اجمل التقاليد الكويتية القديمة مؤكدين اهمية عطلة الربيع التي يقومون خلالها بالتخييم في الصحراء رغبة في الاستمتاع بإجازة سعيدة بعيدا عن رتم الحياة الروتينية.
واضافوا في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) انهم ينتظرون هذه العطلة بفارغ الصبر لانها تعني لهم الكثير من الراحة والاستجمام بعيدا عن حياة العمل اليومية اذ ينتقلون الى حياة الطبيعة التي تعيد للنفوس سكينتها وللقلوب اطمئنانها وللعقول راحتها.
وقال عبدالرحمن البسام وهو اب لعائلة ان 'الكشتة من اجمل التقاليد الكويتية القديمة وننتظر موسم البر بفارغ الصبر فهو فرصة للم شمل العائلة والتواصل مع الاهل والأحبة بعيدا عن الازدحام والاختناقات المرورية الخانقة وهموم العمل الرسمي والروتين اليومي'.
واضاف البسام ان 'الخروج للبر يكسر الروتين اليومي بعيدا عن الاجواء الصاخبة للديرة وزحمة المولات والمجمعات التجارية والاختناقات المرورية فظروفنا خلال الايام العادية لا تسمح لنا بالاجتماع والتواصل مع الاهل والاصدقاء'.
واشار الى ان البعض 'يستغل موسم البر ويرفع الاسعار بدءا من تناكر الماء التي قد تصل الى 10 دنانير للتنكر الواحد مرورا باسعار الخيام ولوازم البر وصولا الى أسعار الفحم والحطب التي وصلت الى الضعف'.
واوضح ان 'افضل انواع الحطب واغلاها سعرا (السمر) الذي يتميز بصلابته وجودته وقلة الدخان المنبعث منه ورائحته الطيبة ولكنه نادر جدا وغالي الثمن اما الانواع الاخرى فجيدة وان كانت مرتفعة السعر ايضا'.
وشاركت زوجة البسام (ام ضحى) المدرسة في وزارة التربية برأيها في هذا الامر قائلة ان 'رحلات البر سواء كشتة او تخييم لها طعم خاص بالرغم من ان التجهيز للرحلة من امتعة وخلافه يحتاج الى ميزانية كبيرة خصوصا ان بعض التجار يجدونها فرصة لرفع الاسعار'.
واكدت ام ضحى ان البر 'يعد مكسبا للجميع حيث يوفر فرصة للسكون والهدوء والتمتع بالطبيعة وممارسة المشي على الرمال الساحرة وقضاء الأوقات بتجاذب أطراف الحديث مع الاهل وفرصة للعب والمرح خصوصا للابناء'.
واشارت الى انه توجد كثير من وسائل الترفيه داخل المخيمات ولهذا يجد جميع أفراد الأسرة أنفسهم في راحة حيث يتسلى الجميع كل حسب هوايته.
واكدت ان 'طلعة البر تجدد اللقاءات وتعزز العلاقات التي قطعتها ظروف الحياة ومشاغلها فخلال الايام العادية لا نجد الفرصة للتجمع نظرا لتضارب اوقات العمل والمشاغل اليومية'.
ومن جهته قال عادل الحملي الطالب الجامعي ان التخييم فرصة لتجديد النشاط والشعور بالاسترخاء والاستمتاع مع الاهل بلعب الورق او التجمع حول الدوة ولعب الطاولة وعمل (كبسات المندي).
وافاد بان 'البر من أنسب الاماكن لتجمع الشباب ويعد وسيلة للتعرف على أصدقاء جدد والاجتماع مع الأصدقاء الذين تفتقدهم لزمن طويل ونحن كشباب ننتظر الموسم بفارغ الصبر بعيدا عن مقاعد الدراسة'.
واضاف 'اننا نمارس الأنشطة الترفيهية والرياضية مثل لعب كرة القدم والطاولة وركوب الدراجات النارية ولعب الورق واعداد الطعام والشواء خاصة بالليل والسمر وعادة ما نخيم ايام الخميس والجمعة والسبت'.
وأشار الى ان الموسم الحالي شهد سقوط امطار كثيرة ما اضفى سحرا ومنظرا جميلا جدا على البر الذي اكتسى ببساط اخضر مطعم بزهور النوير التي تتفتح في كل مكان وتبعث الفرحة والبهجة في القلوب.
بدوره طالب عثمان الخميس الموظف في وزارة المواصلات بتوفير مراكز خدمة لمياه الشرب وسيارات اسعاف وأن يكون هناك اسعاف طائر (هيلوكوبتر) مجهزة للحالات الطارئة خاصة أن هناك الكثير ممن يتعرض لحوادث البر كالاختناق او الحرق وغيرهما.
واضاف الخميس 'اننا نطالب الجهات الأمنية بوضع حد لاستهتار بعض الشباب الذين يمارسون أساليب رعناء تضايق الأسر المقيمة في البر وإقامة الحفلات الغنائية الصاخبة والمزعجة' مطالبا البلدية بان تكثف من حملات النظافة للتخلص من القمامة.
ومن جهتها قالت بثينة الشمالي ان نزهة البر تعد 'المتنفس الوحيد لأهالي الكويت وهي فرصة كبيرة للترويح عن النفس بعيدا عن الضوضاء والازعاج وعوادم السيارات وفرصة جميلة لنستيقظ من الفجر لنجلس جلسة هادئة امام النار مع احساس كبير بالمتعة والطمأنينة'.
وذكرت 'نستعد سنويا لهذا الموسم ونتشارك مع الاهل لتوفير لوازم التخييم التي نستخدمها كل عام ولا نشتري الا الاشياء الضرورية وما يلزم من أدوات للطبخ وفحم الشواء والكشافات والبطاريات اضافة الى مجموعة كاملة من معدات الاسعافات الأولية'.
وأضافت ان المخيم مجهز ومهيأ بضروريات الحياة وكمالياتها وفيه أماكن للطعام والشراب وأماكن أخرى للنوم والراحة واماكن للتسلية.
اما هاشم دشتي فأكد ان البعض من اصحاب المخيمات يستغل فترة التخييم ويرفع سعر ايجار المخيم معللا ذلك بالموقع والمساحة موضحا ان أصحاب المخيمات يرفضون حجزها بدون دفع مقدم ليفاجأ المؤجرون بان المخيم ليس بالمواصفات المعلن عنها.
واوضح انه عادة ما تعتمد أسعار ايجار المخيمات على نوع الملحقات ودرجة الرفاهية مثل ملعب كرة القدم أو كرة اليد أو الستالايت أو وسائل التدفئة أو التلفاز.
ولفت الى ان هناك 'مبالغات جسيمة افقدت البر خصوصيته وبساطته فتحولت المخيمات الى متنزهات مبلطة بالسيراميك والبورسلان وحمامات ديلوكس ونوافير وزراعات تجميلية غير برية فيقال هذا مخيم ديلوكس أو سوبر ديلوكس أو خمس نجوم'.
وتابع 'يضاف الى ذلك الاستخدام السيئ للباجيات والدراجات النارية والسيارات التي دمرت الطبقة السطحية في البر وحولته الى صحراء قاحلة'.
وشدد على ضرورة تكثيف الحملات الامنية لمنع 'اللصوص الذين يقومون بسرقة مولدات الكهرباء مبينا ان بعض اصحاب المخيمات يشترون 'كلابا للحراسة لحماية مخيماتهم ما زاد من اسعار هذه الحيوانات بسبب الاقبال عليها'. وقال سالم العودة احد المخيمين من كبار السن ان البر والتخييم يختلفان اليوم عما كانا في الخمسينيات والستينيات 'فالخروج إلى البر قديما (الكشتة) في يوم الجمعة يشبه السفر حيث تنطلق السيارات مع بداية شروق الشمس فالمسافة تستغرق من ساعتين الى ثلات ساعات'.
وأضاف انه 'من الأماكن التي يرتادها الكويتيون في الماضي المطلاع والمنقف والفنطاس والفنيطيس والمسافة بين هذه المناطق و(الديرة) بعيدة فلم تكن الطرق معبدة كما الان وغالبا ما تبيت الاسر الميسورة والتي تمتلك خيام الشعر السوداء ولوازم التخييم في البر'.
وبين ان السيارات كانت قليلة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وتضطر معظم الاسر الى تأجير سيارات لنقلهم.
واضاف انه 'بمجرد ان تتفق الاسر والاهل على المكان يتم تجهيز وجبة الفطور ثم ينطلق بعدها الجميع النساء والكبار والشباب والأطفال الى ربوع البر مستمتعين بالجو واستنشاق الهواء النقي وممارسة رياضة المشي'.
واشار الى ان 'البعض يبحث عن الفقع من باطن الأرض وهناك من يجمع النباتات البرية والشباب يلعبون الكرة والاطفال الالعاب الشعبية البسيطة ولم يكن حينئذ اي مظهر من مظاهر الحياة الحديثة وتعقيداتها التي اتى بها شباب اليوم الى المخيمات ما افسد طبيعة البر البسيطة ولم يعد هناك فارق ما بين المدينة والبر'.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك