الشعوب لا ترحم أبداً.. عبد المحسن المشاري مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 964 مشاهدات 0


الأنباء

يا سادة يا كرام  /  العرب.. وقصص ألف ليلة وليلة وفرعون وعاد!

عبد المحسن محمد المشاري

 

القصص التاريخية لها رونقها وقصص الأساطير لها جمالها، قصص السندباد البحري وألف ليلة وليلة وعنتر وعبلة، لكن المصيبة في قصص فرعون وعاد إذا لم نتعلم منها، إذا كان بعض العرب طغاة وظلمة، فإن الشعوب لا ترحم أبدا، التدرج الغريب في مصير بعض الرؤساء العرب السابقين دليل على إصرار الشعوب على الحرية والديموقراطية والكرامة، فمن هروب زين العابدين المحظوظ منهم، وحسني مبارك وبقاؤه في مصر وكان السجن هو الدار الوحيدة له، ثم احتقار معمر القذافي لشعبه ووصفه لهم بالجرذان، فأبى الله سبحانه إلا أن يذله ويخزيه، فيختبئ كالجرذ في ماسورة مياه، ما ذكرنا بالطاغية صدام حسين الذي اختبأ في حفرة أو بالأحرى بالوعة، قال الله تعالى (من يهن الله فما له من مكرم) ـ الحج 18، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ان الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»، متفق عليه، لقد علمنا ان هلاك الطواغيت سنة من سنن الكون، ففرعون لما تجبر وادعى لنفسه حق الألوهية وقتل المستضعفين من بني اسرائيل، حق عليه العقاب الإلهي من الله عز وجل وكان جزاؤه الغرق والذل والهوان، وكان على الله سبحانه نصرة عباده المستضعفين، وقوم عاد عندما طغوا وأفسدوا في البلاد، وقالوا من أشد منا قوة أهلكهم الله سبحانه بريح صرصر عاتية والله العزيز الجبار، سبحانه.

إذن، هلاك الطغاة مثل فرعون وعاد كان لأسباب عدة، ادعاء الربوبية وتشريع القوانين الكفرية وقتل المستضعفين والاعتزاز بالقوة البشرية وعدم المبالاة بالنذر الربانية والآيات البيانات والتكبر على الله جل جلاله، فكان جزاؤهم الهلاك والدمار.

لدي نصيحة لبشار الأسد بأن أهم خيار استراتيجي تتخذه في حياتك هو أن تركب طائرتك وتلجأ فورا إلى طهران أو موسكو، طبعا بشار لن يسمع كلامي ولو كنت مكانه لما سمعت كلامي، لأنه لا يمكن أن يتنازل أي شخص عن السلطة المطلقة والقصور الفاخرة والحزب الدموي والشبيحة، يخرب بيتهم، شو افذاذ لمجرد تلقى نصيحة من شخص مجهول، نصحه بالهروب قبل فوات الأوان خصوصا اذا كان هذا الشخص جاهلا بدهاليز السياسة ولا يعرف شيئا عن ملذات السلطة وشهوات التسلط، ولكني سأحاول تذكيره بسطوة القذافي وملياراته وكتائبه المجوقلة ومرتزقته الأفارقة وكتابه الأخضر، وساحته الخضراء، ثم أسأله: أين هو ملك ملوك افريقيا العظيم زعيم الممانعة والمقاومة؟ وأنا اكتب هذه الأسطر تذكرت ما قاله القذافي في إحدى خطبه السابقة بأن الدور قادم عليكم كلكم ولم يقل علينا، فها هو الدور يأتي كما ذكر وأكثر ويقضي على أربعة كراسي، وكرسي ربما قريبا سنراه بنفس المصير.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك