لنكن جميعا كالشجرة المثمرة!.. سامي الخرافي متمنياً

زاوية الكتاب

كتب 636 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  الشجرة المثمرة

سامي الخرافي

 

في كتاب موسوعة «القصص المؤثرة» قرأت قصة من واقع الحياة تتحدث عن صديقتين في الجامعة، توطدت العلاقة بينهما كثيرا، وزادت هذه العلاقة بالاتصالات الهاتفية المستمرة، إلا أن احدى الصديقتين أصيبت بمرض أجبرها على الجلوس في البيت مدة أسبوعين، فكانت الصديقة الأخرى تتصل عليها باستمرار وترسل لها الورود والهدايا، وقامت الصديقة أخيرا بزيارة صديقتها المريضة فكانت فرحتهما لا توصف بعد طول غياب، ودار بين الصديقتين حديث طويل، إلى أن سمعتا صوت أذان المغرب، فاستأذنت صديقتها بأن تحضر لها «سجادة صلاة» فاندهشت الصديقة لطلبها وقالت لها: ماذا تريدين؟، التفتت إليها وقالت لها: أريد سجادة للصلاة، فأجابت الصديقة ليس في بيتنا سجادة صلاة، فلا أحد منا يصلي، فأصابت الصديقة الأخرى نوبة بكاء شديدة وقالت لها: أنا أحبك حبا كبيرا، ولكن لا أريد ان تقطع صداقتنا لأنك ناكرة لرب السماء كيف تنامين وتضحكين و...، وأنت لا تشكرين ربك بصلاة، إنها الصلة بين العبد وربه، أستأذنك بالصلاة على رخام الصالة وأغادر قلبك كما دخلت إليه، وبينما كانت صديقتي تصلى كنت أفكر بكلامها لي، وعندما أرادت أن تخرج امسكت بيدها وقلت لها: أرجوك لا تتركيني ساعديني، أرجوك خذي بيدي، وادعي لي ولأهلي، وأنا أقول في قلبي يارب اسألك ان تجمعني بها مرة ثانية، وكانت في قرارة نفسها انها تريد ان تتغير وتريد الراحة والأمان، فقامت وتوضأت ولا تظن أنها أحسنت الوضوء، وصلت المغرب وشعرت براحة غريبة لم تشعر بها منذ مدة طويلة، وماذا ارتديت للصلاة؟ شرشف فراشي نعم شرشف فراشي، لأنه لا يوجد لدي غيره لارتديه للصلاة، وفي الصباح التالي احضرت الخادمة لها علبة هدايا كبيرة «فيها ثوب صلاة وسجادة» من صديقتها المخلصة... ومكتوب في ورقة داخل العلبة «عاهديني على أن تكوني رفيقتي الدائمة، وان يكون في بيتكم أكثر من سجادة صلاة. 

وتضيف الصديقة: وعندها ذهبت لمكتبة اسلامية واشتريت الكتب الإسلامية لتعرفني بكيفية الصلاة وأمور ديني، وقمت بتصوير نسخ منها على جميع البيت لكي يقرأها الجميع، وبعد فترة قامت الأم والأب بعد أن هداهم الله سبحانه وتعالى بالذهاب للحج، وتضيف الصديقة قائلة: اشكر الله سبحانه وتعالى على ان هدانا لهداه ولصديقتي الصدوقة «الشجرة المثمرة» التي غيرت مسار حياتنا جميعا.

ومن هنا نتساءل: كم بيتا لدينا لا توجد فيه سجادة صلاة؟ ومتى يطرق باب هذه البيوت لكي يغير حياتها ويهديها ويكون «كالمنارة» للسفينة في الليلة الظلماء.

فلنكن جميعا كالشجرة المثمرة، نؤثر في غيرنا بالنفع والخير، لكي نشعر بأننا لنا دور فعال ونستحق الحياة.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك