كاتب سعودي معجب ب 'سياسة' الكويتيين:

زاوية الكتاب

تتعلم منهم كيفية المناقشة والطرح الهادئ العقلاني

كتب 3021 مشاهدات 0


حين زرت الكويت بعد فترة غياب لم تطل، تفاجأت بعد ان التقيت بأحبة لي ، زملاء وأصدقاء ، تفاجأت بالكم الهائل من الأطروحات والأجندات السياسية المطروحة على ساحة النقاش ..!

والغريب في الموضوع ان الكويت وهي تشتهر منذ القدم بما يسمى ''الديوانيات ''  ملتقى يتبادل فيه مجموعة معينة أقارب او أصدقاء ينتمون لفكر معين، او أيديولوجيا معينة، أقول الغريب إنني وجدت الكم الهائل من المصطلحات السياسية تعم إرجاء البلاد وحديث الناس والشارع في هذه الديوانيات او حتى المقاهي لا يخلو من الحديث السياسي بل أكاد اجزم ان 99% من الأحاديث الدائرة بين ابناء العشيرة او الاصدقاء نساءهم ورجالا  تكون السياسية لب الموضوع وقلب الحدث ، ولم استغرب من إلمام هؤلاء بالأمور السياسية الداخلية بالمعنى الحرفي .. همهم من يكون القادم ومن سيستوجب غداً امام مجلس الأمة ومن  وكيف سيكون المشهد السياسي بعد غدٍ..!؟

وانت في الكويت ــ  البلد الحبيب  إلى قلوبنا ــ  تدرس علوم سياسية وانت لم تتخصص .. تتعلم من هؤلاء كيفية المناقشات والطرح الهادئ العقلاني .. ساعدهم في ذلك الانفتاح الاعلامي وارتفاع سقف الحرية بمعناها الحضاري وليست  الحرية ' الفوضوية '.. !!

في الكويت تكتب الصحافة ماتشاء ، تنتقد الوزير او رئيس الوزراء ، المهم ان يكون نقد للنهج او طريقة العمل وليس انتقاد  شخصي ، في الكويت وجدت اعلاما متفتح يعرف كيف يوصل المعلومه ويطالب بالحقوق ، وجدت شعبا  يلم بحقوقه وواجباته ، تعلم القانون وحفظ الدستور ومن هذا المنطلق جاءت مطالباته واضحة وضوح الشمس ..!

لا شك ان هناك اخطاء قد تكون فردية ..وأعباء  قد تتحملها الدولة والفرد .. ولكن في النهاية سيكون ذلك ' التفكير بصوت عالي ' من اهم المخرجات التي يتولد فيها  المجتمع الناضج  .

حينما يكون المناخ متوتراً ولكني اعطيك المجال لتقول رأيك بحرية فذلك مطلبي ، وانا وانت على نفس النهج  ونفس الطريق الذي نتمنى (كلانا )ان نصل الية الا وهو ازدهار الامه والمجتمع وبالتالي انعكاساتها على الفرد .

التفكير بصوت عالٍ يولّد عقول ناضجة ومجتمع صحي ..

هُنا في الكويت تناقشت بشفافية مع الزملاء والأصدقاء عن كل شيء .. كل شئ   تخيلوا  لا حدود للنقاش والأجمل تقبل وجهات النظر بصدر رحب  ، يغمرك الشباب والفتيات بالحب والتفّهم لرأيك وتقبله ، ويفاجئونك بالكم الهائل من المعلومات التي يملكونها وبتحليلاتهم الرائعة للمشهد.

لديهم نظرة للقادم والمستقبل وأُمنيات يأملون تحقيقها ولكنهم لم يستعجلوا فهم يقولون لك نحن على الطريق سائرون ..!

هناك تباين في وجهات النظر ولكنها ظاهرة صحية .

الكويت ياسادة ارض عربية خليجية تتكلم  السياسة من صباحها للمساء

هناك ' مخاض  ' والسؤال ماذا سيولد   هذا المخاض  والى أين تتجه  البوصله  .. وهل ستتطور هذه الديوانيات لتكون مراكز لقيام أحزاب وتكون  اكبر  ((بل نواة )) لما هو اكبر من مجرّد ديوانية ..
 ذلك هو السؤال المطروح ..؟

صالح المسلم  
كاتب ومستشار اعلامي سعودي

الآن - رأي: صالح المسلم

تعليقات

اكتب تعليقك