عن الساجدين تحت أقدام الحكومة.. يكتب جعفر رجب

زاوية الكتاب

كتب 736 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  نهاية الكلب الشجاع

جعفر رجب

 

أتعس الناس من يربي العقارب في داره ثم يشتكي من سمها، ومن يجعل الغراب له دليلاً ليوصله إلى داره، ومن يتخذ الضبع له صديقاً... فهو يستحق ما يصيبه لأنه منذ البداية اعتمد على ما لا يعتمد عليه، واتبع خطوات أعمى تائه، وآوى إلى جبل لا يعصمه من الماء حين تأتي السيول. 
ما لي والضباع والغربان والعقارب، لنتحدث عن علاقة الحكومة بالموالين لها، الساجدين تحت أقدامها، المهللين باسمها صباحاً ومساء، المبررين لها فسادها، المزينين للناس تخبطها وغباءها، الخادعين للمواطن بصدق نواياها، المصفقين لها سواء أخطات أو أخطات...!
«الحكومة تأكل أبناءها» تعودت على هذا الفعل منذ زمان، فهي تتعامل مع طباليها ومؤيديها وهتيفتها وشبيحتها كالمحارم الورقية - وهذا ألطف تشبيه - تستعملهم مرة واحدة ثم يرمون في أقرب حاوية... وتذكروا أن «درزن» المحارم الورقية لا يتعدى الدينار.
اوووه... لو أذكر أسماء ضحايا الحكومة «شيلمهن» وما أكثرهم، من فراش في مكتب الوزير، إلى مستشار، إلى صحافي، إلى رئيس مؤسسة، إلى وكيل ووكيل مساعد، إلى نائب، إلى وزير في الحكومة، - وليس كل وزير وزيراً - ... هذه النوعية المتسلقة من البشر، العاشقين للكراسي، تعرف الحكومة كيف تستفيد منهم، وكيف تتصرف معهم، ومتى تصرفهم في سوق الصرافين بأرخص سعر، تعرف الحكومة كيف تطور كلبها النابح إلى كبش رخيص يضحى به.
لا غرابة في تصرفات الحكومة، فهي تشتغل سياسة - وان كنت أشك انها أساساً تشتغل - الغرابة في تصرفات الصبيان، المتدثرين «بحضنها الدافئ» - مع الاعتذار للشاعر - الذين صدقوا بالفعل بأنهم اسم مؤثر، ورقم فاعل، ومعادلة صعبة، وان الناس بالفعل يصدقون أكاذيبهم حول الإصلاح ومحاربة الفساد ونظافة اليد والوطنية وخوفهم على المؤسسات الدستورية.
انتهى الكلام، وتعظيم سلام، للحكومة التي ركلت مؤخرات من دائماً رددوا «كله تمام يا أفندم»!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك