غياب المعارضة كشف الفاسدين

زاوية الكتاب

الزيد يكتب عن تزايد حدة الفساد بالبلاد بوجود المعارضة خارج البرلمان

كتب 2420 مشاهدات 0


النهار

الخلاصة  /  قوى الفساد تقاوم التغيير

زايد الزيد

 

مهما حاولت السلطة أن تفعل، فلن تتمكن من تجاوز الأزمة التي تعيشها، فالأزمة أعمق من أن تُحل بتعديل وزاري أو حتى بتغيير الحكومة بكاملها، كما لا يمكن أن يكون الحل بحل مجلس الأمة.
ستتصور السلطة أن الحل يكمن في كل أو بعض ما تقدم، وسُتقدم عليه، لكن الأزمة ستظل باقية!
خذها بشكل واضح وبلا مقدمات: مادامت المعارضة- أي معارضة في العالم- خارج اطار اللعبة السياسية، فلا يمكن للدولة أن تتقدم بشبر واحد في عملية البناء والتنمية.
ولقد شهدنا هذا بأعيننا، فالمعارضة النيابية تكمل عاماً ونصف العام في غيابها عن البرلمان، ومع ذلك فمعدلات الفساد تزداد تسارعاً في كل مؤشراته، والأزمات السياسية تزداد حدة أكثر مما كانت عليه من قبل، أي وقت وجود المعارضة!
إن وجود المعارضة النيابية خارج البرلمان أعطى لها مصداقية كبيرة، وجعل الفساد يتجلى بأوضح صوره، كما أنه عرّى الفاسدين، ففي السابق كانت كل المشاكل تُرمى على المعارضة، أما اليوم فإن المجاميع السياسية والتجارية التي تتسيد الساحة السياسية بدأت تتنازع فيما بينها حول التعيينات في المناصب العليا وحول المشاريع المليارية، إلى درجة أن صندوق النقد الدولي الذي كانت هذه المجاميع تستشهد دائماً بتقاريره حول خطر زيادة الرواتب، يقول في تقرير له صادر قبل يومين: «إن حدة الفساد في الكويت تزداد بشكل سريع».
إن الجميع يعلم أن حل الأزمة في الكويت يكمن في وجود حكومة منتخبة تعبر عن إرادة الشعب، ولكن لأن الصراع كله يدور حول الاستحواذ على المناصب من أجل حصد الوفورات المالية، فإن هذا الحل يتم صده بكل قوة من جانب القوى المستفيدة من بقاء الاوضاع على ما هي عليه، حيث الفساد والنهب المستمر للموارد المالية للدولة، وبغير تحقيق هذا الحل ستظل الأزمة باقية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك