هل أبناؤنا بدور الرعاية في مأمن وحماية أبوية؟!.. الطراح متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 603 مشاهدات 0


القبس

من الذاكرة  /  الاستثمار في البشر.. قبل الحجر

خالد أحمد الطراح

 

• أبناء دور الرعاية الاجتماعية جزء من المجتمع، لهم حقوق تنبغي المحافظة عليها.

عرض قبل أيام مقطع على اليوتيوب، بطله مواطن سعودي، ارتكب جريمة بشعة بحق وافد هندي في مدينة الرياض، قيل في ما بعد إن المواطن السعودي يعاني مرضاً نفسياً، كما ورد في الصحف السعودية.

وهزت الجريمة المجتمع السعودي، حيث نشرت الصحافة المحلية هناك تساؤلات مشروعة حول ضرورة نشر عدد المرضى النفسيين، وسبب عدم وجودهم في المصحات لتلقي العلاج اللازم، فترك المرضى من دون رعاية ورقابة من المؤشرات التي تنذر بالخطر على المجتمع ككل، وهي أيضاً مصدر لجرائم القتل والاغتصاب والانتحار.

إن مبدأ الشفافية ينبغي أن يكون من سياسات الحكومة ليس في المجال السياسي والمالي، وإنما أيضاً في المجالين الاجتماعي والصحي.

ولعلنا في الكويت، كباقي دول العالم، نعاني من مشكلات مماثلة، وربما نتفوق في بعض المعدلات، كالجريمة والأمراض المزمنة وفساد بلا حدود في معظم الوزارات، ولكن، لا شك، ثمة اختلاف جذري بيننا وبين غيرنا من الدول.

الخلاف يكمن في سرعة وضع الحلول القاطعة والقوانين الصارمة والحاسمة، في ظل شفافية تحمي المواطن من أن يكون ضحية استهتار رجل أمن أو مريض نفسي أو تعسّف إداري من قبل بعض المسؤولين، وما أكثرها مثل هذه القضايا!

قبل استقالة الحكومة السابقة، تناولت بالدلائل والتفاصيل دور الرعايا الاجتماعية، وما شهدته الساحة من حوادث مؤلمة راح ضحيتها أكثر من شاب وشابة من أبناء هذا الوطن، رحمهم الله، بينما لم تحرك وزارة الشؤون، آنذاك، ساكناً ولم تكترث للتعليق والتوضيح، واكتفت بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة وكيل الوزارة. وكان الهدف الأساسي، كما يفترض، التحقيق في ملابسات تلك الحوادث المؤلمة والجوانب الإدارية في دور الرعاية!

اليوم مضى على عمل تلك اللجنة شهور منذ العام الماضي، ولم تنشر الوزارة إلى اليوم أي معلومات عن النتائج التي توصلت إليها، وهل الخلل في الوزارة أم في دور الرعاية؟ هل أبناؤنا في دور الرعاية في مأمن وحماية أبوية؟! تساؤلات مشروعة تحتاج إلى أجوبة من الفاضلة هند الصبيح في الإعلان بصراحة عن إجراءات الوزارة.

الأخ الكبير سامي المنيس، رحمه الله، أوصى «بالاستثمار في البشر قبل الحجر».. وأبناؤنا في الرعاية ينبغي أن يكونوا جزءاً من هذا الاستثمار.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك