ناصر المطيري يكتب عن حقيقة التقارب 'الإيراني – السعودي'

زاوية الكتاب

كتب 1543 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  الرياض وطهران تقارب أم حرب باردة؟!

ناصر المطيري

 

الرياض وطهران أكبر عاصمتين في منطقة الخليج، الطريق بينهما وعرة سياسيا وتمر عبره الكثير من الأزمات والتسويات أيضا، السعودية وايران تاريخ طويل من العلاقات المتقلبة أحيانا المتوترة غالبا.

التشابك السياسي بين طهران والرياض يجري خارج حدود الدولتين وفي أكثر من ميدان ومسرح سياسي في المنطقة ولا تكاد ترى بؤرة أزمة اقليمية في محيطنا العربي الاقليمي الا وتجد الصراع الايراني- السعودي حاضراً بالظاهر أو الباطن وذلك بدءًا من العراق مروراً بسورية الى لبنان وصولاً الى مصر والسودان، ناهيك عن التنافر الايراني السعودي في الاطار الخليجي، بل تمتد الأصابع الايرانية نحو الخاصرة السعودية الجنوبية من جهة اليمن والمعارك الحدودية مع الحوثيين المدعومين من ايران.

وشهدت الفترة الأخيرة، بعض الساحات العربية ما يمكن تسميته بـ«الحرب الباردة» بين النفوذين (السعودي الايراني)، وهو ظهر بشكل واضح خلال الحرب السورية، من خلال دعم الرياض لقوى المعارضة مقابل وقوف طهران الى جانب النظام على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والعسكرية.

لكن الملفت هو الدعوة التي وجهها وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل الى نظيره الايراني محمد جواد ظريف لزيارة بلاده، التي عكست سعياً سعوديا لفتح حوار مع ايران في ظل استمرار الأزمات بينهما.

وهي دعوة تقارب تأتي متواكبة مع استحقاقات اقليمية مرتقبة في كل من مصر ولبنان والعراق لذلك تريد الرياض ترتيب تلك الأوراق الاقليمية مع الخصم الايراني للوصول لتفاهمات حول مناطق وحدود النفوذ.

وما يؤكد مصداقية السعودية في دعوتها هو التغييرات القيادية الكبيرة التي أجرتها الرياض في بعض أجهزتها السياسية والأمنية ما يمهد الأرضية السياسية لمرحلة تتعامل مع الواقع السياسي المستجد اقليميا.

وباعتقادنا أن التوجه السعودي نحو فتح قنوات الحوار مع ايران لا ينطلق من رؤية استراتيجية بقدر ما هي هواجس وردة فعل لتطورات كبيرة تتمثل في تصاعد النفوذ الايراني الذي بدأ يقترب من الغرب ويتمدد في كثير من الدول العربية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك