لماذا يغير الإخوان المسلمون مواقفهم السياسية؟!.. سعاد المعجل متسائلة

زاوية الكتاب

كتب 985 مشاهدات 0


القبس

بيان جمعية الإصلاح؟!

سعاد فهد المعجل

 

أثار بيان جمعية الإصلاح، أخيراً، دهشة البعض واستياء البعض الآخر. أما الكتّاب، فكانت لهم تعليقات مختلفة.

في بداية الحراك الشبابي، ومع تصاعد وتيرة العنف وتضاعف عدد الموقوفين من الشباب، قام رئيس جمعية الإصلاح في 22 أكتوبر 2012، كما نشر في الصحافة والاعلام، بزيارة لسمو الأمير، حيث صرّح رئيس «الإصلاح» ببيان، أوضح فيه ما دار في لقائه مع سمو الأمير، حيث قال: «أوضحنا لسموه أن الحراك الشعبي الذي يشارك فيه جميع أطياف المجتمع الكويتي هو حراك سلمي سياسي يهدف للإصلاحات السياسية، ولا يتعدى ذلك إلى النظام الذي ارتضاه الشعب الكويتي لدستور 1962، كما انتقدنا عند سموه حملات التشويه والتحريض والتخوين لهذا الحراك الوطني الشعبي»، كما أكد رئيس جمعية الإصلاح أنه شدد في لقائه هذا على ضرورة الإفراج عن المعتقلين سريعاً!

بيان «الإصلاح» الجديد ناقض تماماً تلك اللهجة «الثورية» المؤيدة للحراك، التي عبّر عنها في تصريحه القديم 2012.. ونحن هنا لسنا بصدد لهجة أو توجه جمعية الإصلاح، وإنما نريد أن نلقي نظرة سريعة وموجزة تؤكد للجميع أن المبادئ دائماً ما كانت هشة ومتأرجحة عند الإخوان المسلمين الذين تمثلهم في الكويت جمعية الإصلاح الاجتماعي.

تتذكرون تصريح الإخوان أيام الثورة في مصر، حين أكدوا أنهم لن يشاركوا في انتخابات الرئاسة، لينقلب الموقف في ما بعد! المضحك المبكي هنا ليس انقلاب الموقف، وإنما في طبيعة التبرير الذي يسوقه الإخوان، حيث أكد حينها الشيخ المصري محمد عبدالمقصود أن تغيير المواقف وفقاً لمستجدات الأمور لا حرج فيه وليس نفاقاً، وذلك في معرض تعليقه على إعلان جماعة الإخوان اختيار مرشح لها في الانتخابات الرئاسية! تبرير مشابه استخدمه الصواغ لتبرير بيان جمعية الإصلاح الأخير، حيث قال إن مراعاة جمعية الإصلاح وظروفها واجب!

لماذا يغير الإخوان المسلمون مواقفهم السياسية؟ وهل يمكن اعتبار مثل هذا التغيير كذباً على الشعب أم خيانة للشركاء السياسيين؟ سؤال أجاب عنه بعض أفراد الجماعة بأنه ينطلق من ثوابت دينية!

المواقف مسألة قيمية أخلاقية.. ولا يمكن تبرير تغييرها بضرورة المصلحة أو الانتماء أو التحالف!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك