دولتنا لا تعرف معنى الإنسانية وحفظ كرامة البشر.. هذا ما يراه صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 612 مشاهدات 0


الأنباء

بلا قناع  /  قصة كل يوم

صالح الشايجي

 

ما أصعب أن يقف الإنسان عاجزا أمام حالة إنسانية لا يملك إزاءها إلا الحسرة والألم وغصة في القلب تربو.

هي حالة إنسانية من آلاف الحالات وقصة متكررة بشكل يومي وعلى مدار الساعة الدوارة وعند مطلع كل شمس وبزوغ كل قمر.

قضى جل سني حياته في بلادنا، درس فيها وتعلم وتخرج وعمل وتزوج وأنجب.

غاص في وجدان الكويت وعرف بحورها وبراريها وشوارعها وأزقتها، وكان شاهدا حيا على كثير من وقائعها، حتى صار موثقا وحافظا لكثير من تراثها، وهو ليس ابنها الذي ولدته، ولكنه اختارها طوعا أما له.

اختار الكويت أما له، وهي فعلا كذلك إذا ما طبقنا مقولة «الأم هي من ربت لا التي أنجبت»!

حدثني قبل أيام كسير القلب متحجر الدمع راجف اللسان، عرفت منه أنه وهو في هذا العمر الذي انسلخ أكثر سنيه في الكويت، يطرق أبواب السفارات الأجنبية، بابا تلو باب، بحثا عن تأشيرة سفر إلى بلاد مجهولة غريبة عليه وعلى بناته الأربع بنات الكويت، لعله يحظى بلجوء «إنساني» تمنحه تلك الدول التي تعلي من شأن الإنسان وتعرف معنى الإنسانية وحفظ كرامة البشر، تطعمهم من جوع وتؤمنهم من خوف.

قلت في البدء وفي ديباجة هذه المقالة إنها قصة منسوخة آلاف النسخ ومتكررة بشكل يومي، نقف أمامها عاجزين، نحن العامة عن تقديم شيء يحفظ كرامات أهلنا الذين عاشوا معنا كل أو جلّ أعمارهم ونسجوا معنا كثيرا من أحلامنا، فإن عجزنا نحن عن فعل شيء فإن الدولة قادرة على فعل ما يحفظ كرامات أهلنا أولئك.

فلماذا لا تفتح لهم باب اللجوء «الإنساني» كما تفعل دول الغرب التي تؤوي الغريب ومن لا يمت اليها بصلة الدم ولا المعتقد ولا اللسان ولا حتى العشرة والمعايشة ومن لم يبذل نقطة عرق واحدة على أرضها؟!

فإن كبر الرجل وشاخ ووهن عظمه بعدما أفنى غض عمره في بلادنا، فإن من ذريته من يمكن أن يضاف الى سوق العمل والبناء، حتى لا نستقدم من يحتاجهم سوقنا ونوفر بالتالي عددا بشريا غريبا علينا، وبعد عقود من سنين سيحدث لهم ما حدث لبطل قصتنا هذه!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك