عن حاكم أميركا المسلم الذي يخفي هويته!.. يكتب محمد المقاطع

زاوية الكتاب

كتب 810 مشاهدات 0


القبس

الديوانية  /  مسلم يحكم أميركا ويخفي هويته

أ.د محمد عبد المحسن المقاطع

 

معظم من التقيتهم من الأميركيين ذوي الأصول الافريقية في واشنطن وفي نيويورك خلال السنوات القليلة الماضية كانوا يجادلونني بحماسة شديدة أن باراك أوباما مسلم، لكنه يخفي هويته الإسلامية خشية من فقدانه لنجاحاته السياسية التي أوصلته إلى رئاسة أميركا، خصوصاً بعد أن تعمدت حملة منافسه من الحزب الجمهوري على الرئاسة في ترشحه الأول بنشر صورته وهو في سن الثانية عشرة برفقة أبيه حسين أوباما عند خروجهم من المسجد بعد أداء إحدى الصلوات.

وعلى الرغم من أنني في نقاشاتي تلك كنت لا اتفق مع طرح الأفروأميركيين بأن أوباما مسلم، فإنني اليوم وفي ظل الأحداث والأوضاع السيئة المتزايدة في العالم، والموقف المتشدد الذي يقفه أوباما من القضايا الإسلامية والعربية، بدأت أميل إلى تصديق أن أوباما يعيش عقدة نكران الهوية التي يلاحقه بها الإعلام الأميركي، ويحاصره من خلالها بشكل أوسع الإعلام الصهيوني والنواب والسياسيون اليهود من الأميركيين، وهي تتحكم في الكثير من قراراته وتصرفاته وردود أفعاله، ولعل موقفه الأخير من القضية الفلسطينية والاعتداء الإسرائيلي البربري على غزة «ودعمه لإسرائيل بصورة غير مسبوقة» أمام اللوبي اليهودي في أميركا تكشف أنه يعيش عقدة التهرب من الهوية، باتخاذ مواقف حدية وغير منطقية ضد الفلسطينيين والحرب الظالمة على غزة، بإعلانه المتكرر لموقفه المنحاز إلى إسرائيل، سياسياً وعسكرياً ومالياً، وخروجه حتى على خيار الدولتين وعلى مبدأ عدم السماح لإسرائيل أن تتخذ القدس عاصمة لها لكونها للفلسطينيين وليست لليهود.

يقول أحد الأفروأميركيين الذين التقيتهم في واشنطن دي سي ما ملخصه «لا يمكن أن أصدق أن طفلاً ولد مسلماً وعاش حياة المسلمين عقيدة وممارسة حتى سن الثالثة عشرة، مع ما يعنيه ذلك من تكون قناعاته في هذا العمر الذي تتشكل فيه شخصية الإنسان عادة أنه ينسلخ منها كلياً، إلا إذا كان يخفي هويته لسبب لا نفهمه، حتى زواجه من ميشيل هو اخفاء للهوية»، وأنا بدأت أميل إلى التوافق مع هذا الرأي! فماذا يظن كل واحد منكم؟ مجرد تساؤل!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك