الجنسية ليست ماء سبيل لكل من طلبها!.. هكذا تعتقد بهيجة بهبهاني

زاوية الكتاب

كتب 1300 مشاهدات 0


القبس

تحت المجهر  /  التجنيس العشوائي سرقة من المال العام

أ.د بهيجة بهبهاني

 

ان منح الجنسية الكويتية لبعض الافراد من دون ان تكون لديهم متطلبات استحقاقها من خدمات جليلة قدموها لدولة الكويت، انما يعتبر سرقة من المال العام المملوك للشعب، لان الجنسية الممنوحة لهؤلاء الافراد تعني حصولهم على مميزات عديدة من المال العام، وهي: البيت الحكومي وبدل الايجار وقرض الزواج والراتب العالي في الوظيفة الحكومية، بالاضافة الى الحصول على البعثة الدراسية لنيل الشهادات العليا. ان الخدمات الجليلة تعني ان هذا الفرد الذي منح شرف الجنسية الكويتية قد قدم اعمالا مميزة لدولة الكويت، مثل المساهمة لفترة طويلة في تدريب العمالة الكويتية على مهارات نادرة لتطوير العمل الحكومي، وبخاصة في مجال النفط أو الصحة أو التعليم، أو كان يعمل مستشارا مخلصا للمسؤولين الشاغلين للمناصب العليا بالدولة لفترة تتجاوز نصف عقد من الزمن، او كان من ضمن المخلصين لدولة الكويت خلال فترة الغزو العراقي الغاشم عام 1990، وعمل على مساعدة اهلها الصامدين بالداخل من خلال المساعدة في حمايتهم من جنود الطاغية، والعمل على توفير الطعام والماء لهم، او يكون طبيبا في مجال تخصص نادر خدم الكويت لعدة عقود من الزمن، فهؤلاء يستحقون بجدارة شرف الانتماء لهذه الارض الطيبة والتمتع بخيراتها.

ولكن ان تمنح الجنسية وما يتبعها من مميزات معنوية ومادية لوافد فقط، لانه قدم خدمات شخصية لاحد الكبار بالدولة، او ناسب احدى العائلات، أو انه ينتمي الى قبيلة او عائلة مميزة، وهو يحمل جنسية دولة اخرى، وذلك كله بناء على شهادات زور واعتمادا على بيانات مزورة، فانما يعتبر سرقة من المال العام الذي هو ملك الشعب واجياله القادمة، ولا يحق لاي مسؤول في الدولة التصرف به، او منحه الا بإذن من الشعب من خلال مجلس الشعب.

ان الحكومة مطالبة باجراء تحقيق شامل في قضية التجنيس العشوائي واجراء مراجعة دقيقة لكل ملف تجنيس تم خلال فترة نصف قرن مضت من تاريخ الكويت، وما مبررات تجنيسهم؟ وما اسماء المواطنين الذين شهدوا واكدوا احقية هؤلاء الوافدين الحصول على الجنسية الكويتية؟

ان زيادة السكان بالدولة تؤدي الى زعزعة الامن واثارة الفتن، والى زيادة الحمل على الخدمات الحكومية، بالاضافة الى التأخر في توفيرها للمواطنين الاصليين، ولهذا يجب التأني في قضية تجنيس الوافدين، فالجنسية ليست ماء سبيل لكل من طلبها؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك