الترقيات الأكاديمية وسرقة المال العام!.. بقلم بهيجة بهبهاني

القبس

تحت المجهر  /  السرقة من المال العام أكاديمياً

أ.د بهيجة بهبهاني

 

ان المؤسسات التعليمية العليا والمتمثلة بالجامعات والكليات تتضمن في نظامها الأكاديمي ترقيات أكاديمية من درجة علمية الى الاعلى منها، والتي تتيح لعضو هيئة التدريس الحاصل عليها التمتع بمزايا معنوية وأخرى مادية متمثلة بالزيادة المالية – وهي من المال العام - التي تستمر ضمن راتبه حتى بعد التقاعد، وذلك بالإضافة الى الأولوية في شغل المناصب الاشرافية - مثل عميد كلية، مساعد عميد، رئيس القسم أو نائبه - والمخصص لها مكافأة مالية ايضا من المال العام - طوال مدة شغل الوظيفة الإشرافية.

بمعنى ان الترقية الأكاديمية هي المفتاح للزيادات المالية المأخوذة من المال العام، يتمتع بها عضو هيئة التدريس، ولهذا وجب التزام الأمانة والتدقيق في الابحاث العلمية المقدمة للترقية، سواء بالقسم العلمي أو بالكلية أو بإدارة الجامعة أو الكلية ضمانا لتوافر الشروط المذكورة في لائحة الترقيات عليها، وتأكيدا على استحقاق عضو هيئة التدريس للدرجة العلمية التي تكلف الدولة مبلغا من المال العام. ويوجد ضمن شروط الترقية الأكاديمية للهيئة التدريسية شرط ان لا تكون الابحاث العلمية المقدمة للترقية مستمدة من رسالتي الماجستير والدكتوراه، ويكتب عضو هيئة التدريس تعهدا للجنة الترقيات بهذا الشأن، وبعض اللجان لا تكلف نفسها جهدا للتأكد من صحة ما ورد بهذا التعهد من خلال إرسال الابحاث العلمية مع نسخة من رسالتي الماجستير والدكتوراه الى احد المحكمين في مجال تخصص المتقدم للترقية، وتتم الترقية وتستمر في مسارها المعتاد من لجنة الترقيات في القسم العلمي والكلية الى ان تعتمد من الإدارة العليا، ان الحرص واجب والتدقيق مطلوب، فمكافأة الترقية الأكاديمية لعضو هيئة التدريس مبلغ يؤخذ من المال العام ويجب مراعاة الدقة والحذر عند القيام بالصرف منه، كما ان شغل المنصب الإشرافي، والذي تعطى الأولوية فيه لعضو هيئة التدريس الحاصل على الدرجة الأكاديمية الاعلى يشمل المشاركة في اجتماعات ولجان ومؤتمرات داخل دولة الكويت وخارجها، وكلها لها مقابل مادي يقدم لشاغل المنصب الإشرافي من المال العام للدولة.

ان المحافظة على المال العام واجب وطني، ويجب علينا جميعا ان نكون ملتزمين بالحرص في أدائنا اختصاصاتنا المنوطة بنا في هذا المجال، لأننا محاسبون عليها أمام الله وأمام الوطن.. والله الموفق.