الأضحية سنن وآداب

الحمدالله الذي فرض علينا الحج وجعلها ركنا من أركان الإسلام، وجعله منهجا نقتدي به، ودرسا نتعلم منه أحكام معاملة الناس، فقال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وهُدىً لِلْعَالَمِين * فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَللهِِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً، وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمين)).

وبعد ان فرض الله سبحانه وتعالى فريضة الحج على كل مسلم مستطيع، فان الحج يبدأ في الثامن من ذي الحجة من الشهر الهجري، ويكون في اليوم التاسع يوم عرفة ومن ثم يليه يوم العاشر من ذي الحج وهو يوم عيد عند المسلمين – ويسمى بعيد الأضحى – لان المسلمين يتقربون إلى الله بالأضاحي.

حكم الأضحية:

هي شعيرة من شعائر الإسلام وهي سنة مؤكدة، ولا يأثم تاركها، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الكوثر (( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ )).

وهي اقتداء بأبينا إبراهيم عليه السلام واتباع لسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ويجوز للمضحي ان يضحي عن اهل بيته وتكون اضحية واحدة، شريطة ان يكونوا من قرابته ويسكنون معه في بيت واحد.

شروط الأضحية:

الأضحية تكون من الأنعام فقط وهي: الإبل والبقر والغنم.

شروط الأضحية من حيث الصفات:

فيجزئ من الأضحية من المعز ما أتم سنة ودخل في الثانية دخولا بينا كشهر، والضأن من أتم ستة أشهر، ومن البقر ما أتم ثلاث سنوات ودخل الرابعة، ومن الإبل ما أتم خمس سنين ودخل السادسة.

أن يكون المضحي مسلما عاقلا مميزاً فلا يحل ما ذكاه مجنون أو سكران أو صغير لم يميز أو كبير ذهب تمييزه.

ومن الشروط ان يذكر اسم الله سبحانه وتعالى في الذبح حيث قال سبحانه وتعالى في سورية الأنعام ((فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ)).

صفاتها:

فلا تجزئ التضحية بالعوراء أو العرجاء أو المريضة التي لا يرجى برؤها أو العجفاء المهزولة، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه، (أربع لا تجوز في الأضاحي) - وفي رواية ( لا تجزئ )- ( العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والكسيرة التي لا تُنقي )، وجاء في رواية ذكر ( العجفاء ) بدل ( الكسيرة ) رواه أصحاب السنن بسند صحيح.

وقت الذبح:

وقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد، فعن البراء بن عازب رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، (من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله ، وليس من النسك في شيء) رواه البخاري، فمن ذبح قبل الصلاة لم تجزئه الأضحية، ولزمه بدلها، ويستمر وقتها حتى عصر يوم الثاني من أيام التشريق.

آداب الأضحية:

يستحب للمضحي أن يتولى الذبح بنفسه ان استطاع ويجوز له ان يوكل غيره.

استقبال القبلة بالذبحية حيث تذكيتها.

أخطاء تقع عند الذبح:

* حد السكين أمام الأضحية.
* ان يذكي البهيمة بآلة غير حادة وفيها تعذيب للحيوان.
* ان يفعل ما يؤلمها قبل خروج الروح مثل كسر عنقها او السلخ او قطع شيئا من أعضائها.