الكويتيون يتعيشون على جهد الآخرين!.. هذا ما يراه الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 679 مشاهدات 0


القبس

إعادة تأهيل الكويت.. الدولة والشعب

عبد اللطيف الدعيج

 

ان رفع سعر السلع او الخدمات الحكومية لا شك سيؤدي الى بعض التحسن في احوال الميزانية العامة المرهقة بتكاليف الانفاق، والمهددة بانخفاض اسعار النفط. لكن يبقى هذا في نظري حلا ترقيعيا، وهروبا غير موفق من الازمة او الازمات الحقيقية. رغم ان عجز الميزانية المتوقع هو مشكلة اساسية، خصوصا بعد الانخفاض الجزئي لاسعار النفط هذه الايام، الا ان المشكلة الحقيقية التي نعاني هي في عجز المجتمع كله وليس في العجز المتوقع للميزانية. لهذا فان الحل الحقيقي والفعال يكمن في «تأهيل»، او اعادة تأهيل المجتمع الكويتي وليس ترقيع الميزانية.

رفع السلع او اعادة النظر في الدعم الحكومي لاسعار بعض المواد قد يجدي بعض الشيء، بعض الوقت. لكنه ليس العلاج او الحل الناجع على المدى الطويل. فنحن نعاني امرين بالغي الخطورة: تنامي الاستهلاك وانعدام وليس حتى ضعف الانتاج. لهذا لن يغني التقشف هنا او التقتير هناك، فهذا قد يوفر بضعة دنانير، ولكنه لن يكبح او يحد من حقيقة الانهيار او الفقر القادم.

لابد ان نجد طريقة ووسيلة للانتاج، ولابد ان نجد وسيلة لان يكون هذا الانتاج عبر طاقة المواطن الكويتي وجهده، اي ان المطلوب اعادة نظر شاملة وكاملة في اسلوب حياتنا ومعيشتنا ونظرتنا الخاصة كافراد او مجتمع للامور.

ان الحقيقة التي يجب ان يقرّ بها الجميع هي اننا نتعيش على جهد الاخرين، وعلى ما ينتجه ويصنعه البشر في انحاء العالم، الذين يدفعون لنا «الجزية النفطية». النفط تحت الارض يندفع بقوة الضغط الذاتية الى المجمعات النفطية، ومنها يسيل الى ارصفة البيع والتصدير. ونحن مدعي الكرامة مثل المتهمين بفقدانها «فارشين» احضاننا ونتلقى الجزية او الهبات. لا.. وفوق كل هذا وبعضنا يدعي انه تعب من الوقفة!

لابد من ايجاد وسيلة، في الواقع اي وسيلة للانتاج، مربحة او حتى غير مربحة، مجدية ام غير مجدية، المهم ان ننتج شيئا يدر بعض الدخل ويفتح مجالا لاستيعاب وتشغيل الاجيال التي اوصى مجلس التخطيط في يوم من الايام، وربما لا يزال، بالاكثار منها.

الانتاج، ومرة اخرى اي انتاج، هو الحل الوحيد، اما التقتير هنا او الترقيع هناك فانه لن يغني الحكومة، وبالتأكيد لن يؤدي الى سد جوع البطالية من المواطنين.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك