الفرص كالطيور .. بقلم فهد بن رشاش

زاوية الكتاب

كتب 1431 مشاهدات 0


'أمر كلنا يدعي البحث عنه كي نُري العالم إبداعاتنا ونحقق أيضاً شيء من أهدافنا ولكن بحثنا غالباً ما يكون متسربل  بلباس الإنتظار للأسف  !! '

تجهيز جيش العسرة لم يكن بنشرة تُدار على المتواجدين آنذاك ، ولا بئر روما كذلك ولا حتى السيف الذي فاز به أبو دجانة ، هذه كلها فرص لمن حضر الواقعة فاز بها من اقتنصها فقط .

الفرصة ضيف خاطف وطير عابر تحتاج من يقتنصها لذلك هي غالية على من يترقبها وهو ساعٍ لها فلا يدركها إلا المتميزون ، تميزهم يظهر ببحثهم الجاد وسعيهم الأكثر جدية فهم حقاً أهلاً لإستثمارها ، وهم الجديرون بها لأنها تنضب وتتلاشى بأيدى كفار قيمتها ، فمن الجهل تجاهلها أو الزهد بها بدعوى الحياء أو الإيثار ! فهي من الأمور التي يحق بها التسابق والسبق ، من أجلك أنت أيها المُتميز ومن أجلها ، فأنت تبحث عن ما يُميزك لتسمو به ويسمو بك  ، فتصنع لنفسك إنجازاً يفيد الآخرين حتى تتحقق الفائدة لك ، فخير ما تُقدمه لنفسك ماتراه بأعين الآخرين ، وهي وإن لم تصرّح إلا أنها تريد من يُقدرها لأنها فرصة ! فالفرص كالطيور .

أوقاتها غير معلومة وجمالها بفجآتها المرسومة ، هي متحركة على الدوام فلا ينبغي منا السكون بإسم الإنتظار ، هي لا تمر على النائيمين بل تخطف أبصار اليقظين الحذقين ، هي لا تبحث عنك أنت ، بل أنت من ينبغي عليه ذلك ، فهي لا تُميز قدراتك ولا تعرف خطواتك ولا ماهي إنجازاتك !  ، فقدراتك من ستمتاز بها إن حقاً إستثمرتها ، ببعدها جمال وبنيلها عين ذاك الجمال وانتهازها حق لمن يعي كل جمال وعينه ، هي فريسة أصحاب الأهداف ، وغنيمة المثابرون الأفذاذ ، الفوز بها حياة جديدة لمستقبل رائع فالفرص حقاً كالطيور يا عزيزي .

لديك مواهب ولديك إبداعات لا تتركها بحجة إنعدام الفرصة التي تستحقها ، بل جدّ بصقل ما لديك حتى ترى الفرصة التي من خلالها ستُخرج ما تعبت عليه ، وانظر للفرص بعين الطموح المُتفائل ، وكن حاضراً بكل ميدان تستفيد منه فهو غالباً ما يكون ولاّد الفرص .

الفرص لا تتكرر !! من أشهر العبارات في كوكبنا ، إلا أنها مغلوطة فهي قاعدة اليأس والتحسر ، والصحيح الفرص أكثر من أن تحصى أساساً فهي حاضرة بكل يوم  لم أُبالغ  يا عزيزي ، إلا أنها لا تأتيك مرغمة ، بيد أن المُشكلة في أمرين : في معرفتها ، وفي كيفية إستثمارها .

أيها المُتفائل لم يمر عليك يوم ولم ترى طير يحلق ! كذلك الفرص هي مليئة بيومنا وأيامنا فانتبه لما حولك ومن حولك فهما إن لم يصنعوها كانو سبب للفت إنتباهك لها ، وأعظم هذه الفرص فرصة الحياة فأرنا ما أنت صانع بها ولها ؟

قال محمود البارودي :

بادر الفرصة واحذر فوتها

فبلوغ العز في نيل الفرص

ما بعد النقطة :

أشخاص كُثر لن نعرف عنهم غير أسمائهم إن بحثنا في ما قبل الفرص التي أظهرتهم .

فهد بن رشاش المطيري

الآن - رأي: فهد بن رشاش

تعليقات

اكتب تعليقك