التخاذل العربي والإسلامي وراء استباحة إسرائيل للأقصى!.. بنظر ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 760 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  استباحة الأقصى جريمة مشهودة

ناصر المطيري

 

السابقة التاريخية التي حدثت الأسبوع الماضي بقيام اسرائيل بإغلاق المسجد الأقصى ومنع الصلاة هي خطوة جريئة لم تكن اسرائيل تقدم عليها لولا اطمئنانها لضعف الموقف العربي الاسلامي والوهن الذي أصاب الأمة المشغولة بمشاكلها وصراعاتها الطائفية وحالة الفوضى والتشرذم التي أصابت دول منطقة الشرق الأوسط.
القدس ليست مجرد عاصمة من العواصم العربية العزيزة على قلوب العرب والمسلمين، بل هي المدينة العربية التي خاض العرب والمسلمون من أجلها الحروب منذ تأسيسها على يد الكنعانيين العرب، ثم فتحها الخليفة عمر بن الخطاب بعد أن حرر الصحابة فلسطين من الغزاة الرومان، واستعادها صلاح الدين الأيوبي من الصليبيين، واحتلت إسرائيل الشطر الغربي من المدينة في الحرب العدوانية التي أشعلتها عام 1948 والشطر الشرقي منها في حربها العدوانية عام 1967، واندلعت انتفاضة الأقصى بسبب تدنيس مجرم الحرب شارون لحرقه المسجد الأقصى المبارك.
لقد بلغ الأمر ذروته حيث يستباح مسرى الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - في حين أن الجماعات والقوى الدينية المتطرفة منها والمعتدلة تتناحر وتحمل السلاح ضد بعضها وتجز الرؤوس بسبب خلافات عقائدية مذهبية دون أن يرف لهؤلاء «المسلمين الغيورين على الدين» جفن إزاء مايحصل للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين..
ونعتقد بأن ماحصل وماسوف يحصل من استباحة للقدس والمسجد الأقصى لم يكن وليد اللحظة ولم يكن تعديا أوعدوانا عارضا بل هو حلقة في سلسة طويلة ممتدة من التخاذل العربي والتواطؤ الدولي ولقد نجحت إسرائيل بحمل المفاوض الفلسطيني في اتفاق أوسلو الإذعاني الذي تم توقيعه في سنة 1993 بعدم الإشارة إلى القدس وتأجيل بحث القضية في مفاوضات الحل النهائي فيما أتاح لإسرائيل الوقت الكافي للاستمرار في تهويد القدس وبناء كنيس يهودي في ساحة المسجد الأقصى كمقدمة لتدميره.
ووضع الكيان الصهيوني مخططاً يهدف إلى ايجاد تجمع يهودي يضم مليون نسمة في القدس الكبرى مع حلول العام 2015 يتكون من 33 مستعمرة وطرق التفافية واقامة الجدار العنصري وجدران أمنية أخرى لخنق وتطويق القدس الشرقية وتسريع الاستيطان فيها وستولّد الخطة الاستيطانية الجديدة تغيرات جغرافية وديموغرافية لصالح تهويد المدينة والسيطرة التامة على حركة الفلسطينيين سكان القدس الأصليين وأصحابها الشرعيين، كل مايجري للقدس والمسجد الأقصى ليس بغائب عن العرب والمسلمين بل هو جريمة يومية مشهودة لايقابلها إلا الصمت والخذلان من أمة غارقة في صراعات باطلة ترفع فيها راية الدين وتنحر من أجلها الرقاب ولا أحد يبالي باستباحة المقدسات وما تمارسه اسرائيل من تدمير وقتل ضد شعب فلسطيني أعزل ولاحياة لمن تنادي.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك