أنور الرشيد يكتب - انعدام ثقافة التنظيم والعمل الجماعي اسبابه ومسبباته

زاوية الكتاب

كتب 965 مشاهدات 0

انور الرشيد

رغم مرور مجتمعاتنا العربية بمراحل تاريخية عظيمة وتجارب قاسية جداً بدأً من المجازر والحروب حتى الشعر والثقافة والأدب ، كلها تجارب مر بها العرب ولكن مع الأسف لم نستفد منها ، بدليل نكرر الأخطاء واحد تلو الأخر بمتوالية هندسية اكتوارية سموها ماشأتم تتكرر بين الفينة التاريخية والأخرى ، ما يهمني حقيقة في تاريخنا البائس وحاضرنا الأبآس منه ومستقبلنا الحالك السواد ، هو عدم قدرنا على التنظيم لترسيخ ثقافة العمل الجماعي أو الفريق الواحد ، نحن العرب مع الأسف كلنا رأس وكلما راعي وكلنا رعية وكلنا مسؤول عن رعيته وكل واحد بنا يمتلك حقيقته الخاصة به وحقائق الأخرين بنار جهنم وبأس المصير ، هذا هو واقعنا الذي نعيش به وليس تجني على واقع والحقيقة مُجسدة على ارض الواقع العربي من اقصاه لأقصاه ، حتى الطبقة الواعية والمثقفة والتي تُنظر ليل نهار لم تستطع تنظيم نفسها بنفسها فما بالنا مع 70% من شعوبنا أميين ، لذلك كل من يمتلك كرزما الخطابة يُصبح زعيم وسياسي ويُنظر حتى وهو من على منبر المسجد الذي يرسل ولايستقبل كثقافة متجذرة بالوجدان العربي والأسلامي ، عليك كعربي مسلم فقط أن تستقبل والأسوء عليك أن تستقبل وتُنفذ وتُصدق ولايحق لك أن تُناقش ورغم سوء مخرجات هذا السلوك الذي نتفرد به عن بقية خلق الله هوالأسوء  على الإطلاق أيضاً أنت مجبور ولازم ولابد أن تحضر وتجلس وتستمع ، لذلك عندما ينخلق بداخلنا الكبت وعدم البوح يجعل مننا إنسان قابل للأنفجار من الداخل وهذا مايحصل الأن في واقعنا البائس ، صبرت العقلية العربية قرون وانفجرت وأخرجت مابداخلها والأن عادت للسبات القرني ،  ففي مثل هذه الظروف لايمكن أن تتكون لدينا ثقافة العمل الجماعي ، ولايمكن أن تكون تلك الشخصية العربية تستطيع أن تعمل بشكل جماعي  نتيجة لظروف موضوعية وتاريخية ، لذلك من المستحيل أن تنهض الشخصية العربية لتتواكب مع مستجدات العصر والتسابق مع بقية شعوب الأرض بتقديم ما ينفع البشرية أن لم تتخلص من عُقد  تاريخية وتسعى لتحرير ذاتها التي ارتبطت بالخوف من المستقبل الغامض امامها وترى الماضي اجمل من الحاضر والمستقبل.

الآن - انور الرشيد

تعليقات

اكتب تعليقك