مخاطر محاربة الفساد!.. بقلم عبد العزيز الفضلي

زاوية الكتاب

كتب 381 مشاهدات 0


الراي

رسالتي  /  قتل.. سجن.. إبعاد

عبد العزيز صباح الفضلي

 

«قتل - سجن - إبعاد»... هذه ثلاثة مخاطر غالبا ما يتعرض لها كل من سعى إلى محاربة الفساد في مجتمعه سواء كان من الأنبياء أو الدعاة أو المصلحين وهي التي ذكرها الله تعالى في كتابه حين قال لنبيه «وإذ يمكر بك الذين كفروا ليُثْبِتوك أو يقتلوك أو يُخرِجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».

لذلك كان على من يسعى للإصلاح في مجتمعه أن يهيئ نفسه للتعرض لمثل هذه الصعوبات والمشاق.

ولكي يصمد أمام هذه التحديات والمخاطر فإن عليه أن يراجع نفسه ويسألها بداية عن نيته ومقصده في ما يقوم به من عمل، فإن كان هدفه الإصلاح وقاصدا وجه الله فلينطلق دون خوف أو وجل، فإن هذا طريق الأنبياء والمرسلين، فإن تحقق له ما أراد فبها ونعمت، وإن تعرض إلى احد الابتلاءات الثلاثة السابقة «القتل - السجن - النفي من البلد» فأجره على الله لا يضيع.

فإن قُتل فهو شهيد، وإن سجن فليعتبره خلوة مع الله، وإن طُرد من بلده، فليعلم أن أرض الله واسعة.

يقول ابن تيمية رحمه الله «ماذا يصنع أعدائي بي، إن سعادتي في صدري أينما ذهبت فهي معي، فقتلي شهادة، وسجني خلوة، ونفيي سياحة».

إن زمن الظلم لا يدوم، وحاشا لله أن يترك ظالما، فإن الله تعالى يمهل الظالم لكن لا يهمله.

والأيام دول ينتصر الحق مرة والباطل أخرى، لكن العاقبة في النهاية انتصار المصلحين.

عندما اشتكى خباب بن الأرت للنبي عليه الصلاة والسلام من أذى المشركين، كان الجواب هو بيان حال من سبقهم من المصلحين السابقين وما لاقوه من أذى وعذاب، لكن النبي عليه الصلاة والسلام بين له حقيقة النتيجة النهائية وهي انتصار الحق وغلبته على الظلم والباطل، حتى يعم الأمن سائر أرجاء الجزيرة «لكنكم قوم تستعجلون».

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك