مجلس الأمن أثبت فشله في منطقتنا!.. بنظر عبد الله الظفيري

زاوية الكتاب

كتب 370 مشاهدات 0


القبس

هل تصل عاصفة الحزم إلى دمشق؟

عبد الله الظفيري

 

'>رغم التطور الكبير في مفاهيم حقوق الإنسان والديموقراطية وثقافة الحوار، فإن الحرب، أحياناً، هي الوسيلة العملية لصنع السلام، ويبدو أن القوة هي الدبلوماسية الحقيقية في العالم، وهو ما اتضح جلياً في استعادة الدبلوماسية السعودية عافيتها وحيويتها مع انطلاق عاصفة الحزم، وكان تصويت مجلس الأمن بالإجماع على مشروع القرار الخليجي بشأن اليمن، بحظر تزويد الحوثيين وقوات المخلوع صالح بالأسلحة، علامة من علامات نجاح هذه الدبلوماسية، حتى ان الصين صوّتت لمصلحة القرار الخليجي.
ووفق ما ذكرته صحيفة هافينغتون بوست الأميركية، فإن دول المنطقة بدأت بعد عاصفة الحزم تعتمد على نفسها في حماية مصالحها الاستراتيجية، بدل الاعتماد على الأحلاف مع الدول الكبرى في هذا المجال، وان هناك جهوداً حثيثة تبذل لمصلحة إيجاد تنسيق سعودي تركي بهدف دعم الثورة السورية وإسقاط نظام بشار الأسد. وما رفض البيت الأبيض التعليق على هذه الأنباء بعد زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لواشنطن، إلا دليل على أن هناك شيئاً من هذا القبيل يلوح في الأفق، وهو ما أشار إليه بيان البيت الأبيض من أن الزعيمين «تقاسما الأفكار عن كيفية إزالة نظام الأسد».
في حال صحت هذه الأنباء، فسنكون أمام حقبة تاريخية جديدة كلياً، أهم ما فيها هو سعي الدول العربية إلى حل مشكلاتها من خلال قواها الذاتية، ومن خلال تحالفات تؤسس لمرحلة جديدة من الأحلاف الإقليمية الواسعة التي قد تتطور مستقبلاً باتجاه تشكيل كتل سياسية كبيرة قادرة على التأثير في السياقات العامة للسياسة العالمية.
لقد أكدت الأزمات اليمنية والسورية والعراقية والليبية بما لا يدع مجالاً للشك أن الأمن الإقليمي العربي مترابط ومتشابك مع دول الإقليم الأخرى، وأن أي شطط إقليمي ينعكس سلباً على الجميع، وهو ما يحتم على جميع الدول مواجهته بقوة وحزم من دون انتظار أحكام مجلس الأمن الذي أثبت فشله في منطقتنا منذ تأسيسه. لا، بل أثبت أنه أبعد ما يكون عن إنصاف شعوب الشرق الأوسط.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك