إلى متى سيستمر الروتين الحكومي؟!.. سؤال يطرحه سامي الخرافي

زاوية الكتاب

كتب 861 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  خدمة vip

سامي الخرافي

 

لاشك أن تطور خدمات أي دولة متحضرة يتم من خلال تبسيط الاجراءات المتبعة في مؤسساتها، ولكننا نجد في الكثير من مؤسساتنا الحكومية «المر» والعذاب لتخليص أي معاملة، وكلنا نعلم أن من لديه «واسطة» في أي مؤسسة أو معرفة فأموره تمشي «زي العسل» وهؤلاء قلة تستطيع أن تتحرك كيفما شاءت لتخليص معاملتها بسهولة بينما السواد الأعظم يدورون «كعب داير» على قولة إخواننا المصريين.

لاشك أن الكثير ينشد الراحة في أمور حياته فمثلا تريد أن تسافر على أي خطوط جوية وتريد الحصول على خدمة مميزة لذلك بالتأكيد تحجز على الدرجة «الاولى» لتتمتع بالرفاهية المطلقة من حيث الكرسي المريح والأكل والقهوة والعصير.. وتشعر وكأنك في فندق خمس نجوم ولكن بالمقابل عليك أن تدفع مبلغا كبيرا وكلما كان المبلغ أقل كانت الخدمة أقل الى أن تصل الى الدرجة السياحية وحصولك على وجبة واحدة فقط، وكذلك نجد أن هناك توجها كبيرا لدى الكثيرين الى التأمين الشامل للسيارة رغم أن المبلغ مرتفع جدا مقارنة بالتأمين ضد الغير ولكنك تجد الخدمات المميزة في التأمين الشامل وعلى قولتهم «شاري راحتك» وكذلك أيضا تذهب الى مستشفى خاص من أجل أن ترتاح من «المغثة» في المستشفيات الحكومية وتبتعد عن الروتين والزحمة.. وهكذا فكلما دفعت أكثر حصلت على خدمة افضل.

إن الكثير ينتقد الروتين الحكومي الممل في إنجاز المعاملات وضرورة تواجد الواسطة لإنجاز معاملتك وكذلك تفشي الرشوة والتي أصبحت أمرا عاديا مثل كلمة «مرحبا»، وتجد صيحات الألم والحسرة والتحلطم على وجوه الكثيرين بسبب التعقيد غير المبرر وخاصة عند إحضارك للمستندات المطلوبة حيث عليك أن تذهب الى أكثر من جهة لتوفير تلك المستندات ولك أن تتخيل حجم المعاناة التي يعانيها المواطن.

إن الحل المناسب والمجدي من خلال إنشاء خدمة جميلة ومميزة ويتمناها الكثيرون الا وهي خدمة «vip» في المؤسسات الخدماتية وهي خدمة تهدف الى تسريع الإجراءات لمن يطلبها وأفضلية لإنجاز المعاملة دون الحاجة الى الواسطة أو الرشوة او أي أمر آخر لقاء مبلغ مادي محدد وحسب نوع المعاملة على أن تنتهي خلال ساعات قليلة بدلا من الانتظار لأسبوع، تلك الخدمة إن وجدت فإن الدولة تستطيع أن توفر دخلا إضافيا يضاف لخزينتها وتعطى فرصة للقضاء على الدورة المستندية المملة والتي جعلت الكثير يلجأ الى الواسطة أو الرشوة.

قد نجد المعارضة الشديدة لدى البعض من المسؤولين ممن يستفيد من تلك الفوضى في حالة تطبيق تلك الخدمة لأنها تعني إنه راح «يكش ذباب» ولا يجد من يطرق بابه والتوسل إليه من أجل إنجاز معاملته وكذلك من اعتاد اتخاذ الرشوة دخلا إضافيا له بالاضافة الى بعض المواطنين ولسان حالهم يقول: ليش ندفع فلوس للدولة هي قاصرها شيء لكي تأخذ من عندنا «فلوس» بعد هذا اللي ناقص

إن أي فكرة أو مقترح قد تجد القبول أو الرفض ولكنها تستحق المناقشة لأنها حتما ستريح الكثيرين من عناء الروتين الحكومي الذي لا نعرف الى متى سيستمر إن تلك الخدمة بالتأكيد سيكون لها صدى كبير في حالة تطبيقها، فهل سترى النور قريبا؟

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك