الظلم والقصف يزدادان عندما يكون هناك خنوع!.. تكتب فاطمة البكر

زاوية الكتاب

كتب 992 مشاهدات 0


القبس

وهج الأفكار  /  كتلة من اللهب!

فاطمة عثمان البكر

 

عالمانا العربي والإسلامي يموجان بعواصف وكوارث من كل حدب وصوب، ونحمد الله تعالى على بقاء وطننا العزيز آمنا وسالما، وان كانت الاخطار تحيط به من كل جانب، ومن بعض الجيوب الداخلية الحاقدة التي تنكشف بفضل العيون الساهرة على أمن هذا الوطن، رجاله الابرار وقيادته الحكيمة.
لا يمكن بأي حال من الاحوال ان نعلق كل ما يجري اليوم على مشاجب «المؤامرات الخارجية الكبرى»، فإذا كان - لو افترضنا - فالعيب كل العيب فينا ومنا «ومن صنع ايدينا باقتدار وقصد»؛ لأن الثقوب كبيرة، وإلا لما كانت هذه الحشود الضاربة الهاربة لتنجو من الموت على ارصفة وموانئ وشواطئ البحار والمحيطات تنشد الخلاص، وتختار الموت بحرا لتكون وجبة شهيّة لأسماك القرش والحيتان، وهي في طريقها بالسفن المتهالكة تنشد «الفردوس الأوروبي»!
في التاريخ المعاصر، القديم والحديث، هل سمعتم، قرأتم، او شاهدتم شعوبا لدول آسيوية مثل هذا النزوح المرعب؟!.. الظلم والقصف يزدادان عندما يكون هناك خنوع، ولو ان هذه الاعداد الهاربة غيرت مسارها الى موطن ومصدر تلك المعاقل الظالمة لفرت من اليوم الأول، ولنا في الشعب الفيتنامي مثل، وفي افغانستان، ولو حتى كانت تلك المعاقل الظالمة مشيّدة ببروج محصّنة.
شغفنا الدائم بالشعارات الرنانة، شغف قديم، وهروب دائم الى المؤامرات الكبرى التي تحاك لنا، هي رد فعل سلبي دائم، ولو أخذت من الجانب الآخر لكان العكس، فالعالم ينظر الى هذه البقعة الملتهبة دائما على انها تمثل تهديدا صارخا للسلم العالمي، فلا بد من ايجاد حل لها، بالتقسيم تارة، وبالاحتلال تارة اخرى، فهذه تمثل النواة لحرب عالمية ثالثة، لا بالجيوش، ولكن بأسلوب حضاري جديد، لا يمكن للعالم ان يقف متفرجا طويلا على هذا النزيف والهدر البشري والعمراني والاقتصادي، و«الحل» قد لا يكون مرضيا للمنطقة، ولكن لا بد من ايجاد حل بأي حال من الاحوال، وبأي شكل من الاشكال. كل الاديان السماوية نادت ورفعت شعار السلم والسلام، وان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان ليعمر الارض بالخير والحق والعدل والسلام، لا بالخراب والدمار.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك