عن قوارب الموت- يكتب زايد الزيد

زاوية الكتاب

اللاجئون السوريون هربوا من الموت إلى الموت وسط صمت مخزي عالمياً

كتب 3233 مشاهدات 0


 
 
 
الخلاصة
قوارب الموت
زايد الزيد 
 
لا يكاد يمر يوم حتى نسمع عن حوادث وفيات غرق السوريين الهاربين من الموت إلى حلم الحرية والأمان ليقودهم ذلك إلى الموت على شواطئ دول أوروبا وتحديدا البحر المتوسط، حتى أصبحت القوارب التي تقلهم قوارب للموت بدلا من ان تكون قوارب للنجاة بحياة جديدة، فقوارب الموت ازدادت أعدادها بالشهور الأخيرة وازدادت معها أعداد الضحايا من النساء والأطفال والرجال وكبار السن، هي مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مأساة يتحملها المجتمع الدولي بشكل جماعي، فمعظم دول العالم تخلت عن انسانيتها وتركت السوريين يصارعون الموت في قوارب الموت.
والحقيقة، ان مأساة اللاجئين السوريين لا يمكن اختصارها في مقال واحد، فبالاطلاع على تفاصيلها عن كثب يجعلك تشعر لا محالة بالذل والهوان والاحساس بالذنب في ظل صمت رسمي أممي لم يقم بأي إجراء لحمايتهم فعليا، فمن الأمور المروعة في ملف غرق اللاجئين السوريين وفقا لاحصائيات المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان «بلغ عدد الغرقى والمفقودين في البحر الأبيض المتوسط وهم في طريقهم الى اوروبا، حتى 1/9/2015، ما مجموعه 2824 شخصاً، والشهر الأسوأ على المهاجرين هذا العام هو شهر ابريل بمجموع غرقى ومفقودين بلغ 1312 غريقاً او مفقوداً (مقارنة مع 61 غريقاً في الشهر نفسه من العام 2014)، يليه شهر أغسطس بمجموع 676 غريقاً (مقارنة مع 629 غريقاً في الشهر نفسه من العام 2014)».
هذه الاحصائية والتي تحوي أرقاما مفزعة ناهيك عن الصور اليومية التي نشاهدها لغرق الأطفال والنساء والرجال على الشواطئ وهم جثث متناثرة انتهى معها حلم اصحابها بالحياة الكريمة تستدعي وقفة جادة من المنظمات الدولية الرسمية وغير الرسمية لعمل حملة دولية شاملة لمساعدتهم واغاثتهم بالتعاون مع جميع الدول بعيدا عن اي حسابات سياسية ومادية، والسكوت عن مسلسل «قوارب الموت» بهذا الشكل هو سقطة انسانية وشرعية وقانونية لجميع دول العالم وشعوبها.
لكن والحق يقال ان ما شهدناه في الأسابيع الأخيرة من حملات تعاطف وتضامن واسعة مع قضية اللاجئين السوريين من جانب حكومات وشعوب بعض دول القارة الأوروبية بعد حوادث غرق اللاجئين الاخيرة، يشعرنا ببصيص من الأمل، لكنه يشعرنا بالأسى - في الجانب الآخر - ويجعلنا نتساءل عن غياب التعامل الرسمي من جانب حكومات الدول العربية بالقدر المسؤول الذي تفرضه اواصر القربى والمصير المشترك، فعلى الرغم من ان دولنا العربية اقرب جغرافيا لسورية من دول اوروبا وبالتالي سهولة تقديم المساعدات للاجئين، الا اننا نشهد صمتا مخزيا ومستنكرا، فحالات التضامن وصلت في اوروبا بقيام مواطنين في ايسلندا وفرنسا وبريطانيا باقتسام منازلهم مع اسر من اللاجئين السوريين بل وصل الأمر لتظاهرات شعبية في اوروبا تطالب حكوماتها بفتح الباب امام اللاجئين ومساندتهم ودعمهم، بينما نحن نقف مشلولين امام هذه المأساة الانسانية!
وللحديث بقية..
النهار

تعليقات

اكتب تعليقك