ماذا يعني أن تعلن وزارة الشؤون أنها سترشد الإنفاق في الميزانية ؟!.. وليد الغانم متسائلاً

القبس

سيارات الشؤون !

وليد عبدالله الغانم

 

أعلنت وكيلة الشؤون الادارية والمالية في وزارة الشؤون ان الوزارة اتخذت حزمة اجراءات لترشيد الانفاق، ووقف اي صرف غير مبرر، وكان لافتاً ما ذكرته ان من بين اجراءات الترشيد «تخفيض ما يقارب مليونين و700 ألف دينار من القيمة الإجمالية للمناقصات الخاصة بالمركبات، بناء على دراسة فنية لجهاز الإشراف عليها» (الانباء / 12 - 11 - 2015).
ماذا يعني ان تعلن وزارة ما مثل الشؤون انها سترشد الانفاق في الميزانية؟ وماذا يعني أصلاً اعلان اي وزارة انها ستوقف الصرف غير المبرر؟ ماذا كانوا يفعلون اذاً قبل هذا الاعلان الغريب؟ هل كانوا ينفقون ببذخ ولا مبالاة، ثم فجأة قرروا ان يكونوا من الراشدين في صرف اموال الدولة؟ هل كانوا يصرفون بنود الميزانية في اعمال غير مبررة ومشاريع غير ذات اهمية، ثم فجأة قرروا ان يديروا بالهم فلا يصرفون الا حاجتهم الحقيقية؟ الا تعتقد عزيزي القارئ ان مثل هذه التصريحات تضر المؤسسات الحكومية وتسيء اليها، لانهم يعترفون انهم كانوا لا يحسنون التصرف في ميزانية الوزارة - والذين من قبلهم - ثم قرروا فجأة ان يحسنوا التصرف ويوقفوا الهدر؟ الا تشعرون ان هذه التصريحات تكشف لنا حجم الارتجالية والعشوائية والفوضى في صرف بنود الميزانية في الوزارات بالملايين لاعمال غير مهمة لدرجة انه يمكن ايقافها والاستغناء عنها فوراً وبكل سهولة؟ اين دور وزارة المالية اذاً في احكام دراسة واقرار الميزانيات السنوية للوزارات؟ اين دور لجنة الميزانيات في مجلس الامة في رقابتها على التقارير السنوية للميزانيات؟
طيب، لنعد الى موضوع سيارات الشؤون هذه، كيف استغنت الوزارة عن تأجيرها بمبلغ تجاوز مليونين ونصف المليون دينار؟ كم عدد هذه السيارات وماذا كانت تفعل بها الوزارة ومن كان يستفيد منها ومن طلبها ومن هو المسؤول عن تخصيصها؟ وكم سنة كان يغطي من عقود السيارات هذا المبلغ الضخم؟
يا جماعة الا تثيركم هذه التصريحات الغامضة؟ الا تستفزكم هذه الاعلانات الدعائية للوزارات التي تكشف لنا ضياع اموال الدولة في اعمال وعقود ومشاريع ضخمة لا قيمة تنموية لها ولا اثر فعليا للدولة والمجتمع؟ تخفيض سيارات بمبلغ مليونين ونصف المليون من وزارة واحدة، يا ترى كم مليونا ومليونا يمكن استرجاعه لو ان الوزارات وضعت ميزانياتها وعقودها ومناقصاتها بشكل امين وصادق ونافع؟ فكروا فيها والله الموفق..