أحمد الداوس يتحدث عن دور السعودية في مساعدة أميركا قبل 40 عاما

زاوية الكتاب

كتب 941 مشاهدات 0

احمد الداوس

السياسة

دور السعودية البارز في مساعدة أميركا سياسيا ومالياً قبل 40 عاماً

 احمد الدواس

 

لايعرف الإنسان مكانة أي دولة إلا عند البحث في ماضيها ودراسة تاريخها وتجاربها السياسية, وفي هذه السطور سنجد ان السعودية كانت لها مكانة كبيرة لدى الغرب قبل 35 عاماً, فلنضرب بعض الأمثلة, ففي نهاية السبعينات وبداية العام 1981 كان الشرق الأوسط يعج بالاضطرابات السياسية, فقد أُطيح بشاه ايران وجاء الزعيم الديني آية الله خميني ليتسلم زمام الزعامة في ايران, وكان الاتحاد السوفياتي قد احتل أفغانستان قبل سنتين, وخطره يقترب من سواحل الخليج, وعلى حد تعبير جين كيركباتريك, مستشارة الرئيس ريغان للشؤون الخارجية “انتقل الاتحاد السوفياتي من قوة قارية الى قوة عالمية”.

إذا هذه أوضاع خطيرة تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط, وجاءت هذه الظروف في أسوأ وقت ومصاحبة لانتخاب رونالد ريغان لرئاسة الولايات المتحدة, وهنا أراد ريغان احتواء الاتحاد السوفياتي وصد التوسع السوفياتي ومنع تواجده العسكري في باقي أنحاء العالم, ومحاولته تلك تُعرف بــــ “مذهب ريغان”, أي محاولة إضعاف السوفيات ودعم العناصر المناوئة لهم في الدول النامية, لكن المشكلة لدى ريغان ان تنفيذ مذهبه “باهظ التكاليف” وأميركا مُنهكة, فقد خرجت للتو من حرب فيتنام وتحاول التعافي من آثارها, والرأي العام الأميركي لايؤيد مخاطرة بلاده في دول العالم الثالث, كما ان سعر برميل النفط ارتفع من 3.5 دولار الى أكثر من 21 دولاراً, فأخذت الإدارة الأميركية ومعها مدير الاستخبارات الأميركية ويليم كيسي تدرس كيفية حل المأزق المالي, ومَن من الدول يمكن الاعتماد عليه لتوفير المال لمواجهة الخطر الشيوعي, فوجدت ان السعودية على استعداد لمساعدة أميركا وتقديم الدعم المالي المطلوب, كما ان السعودية أدت دوراً بارزاً كحليف في منطقة مضطربة سياسياً, وهنا استفادت أميركا من الحليف السعودي, ثم ان السعودية بدورها تريد ان تمنع خطر الاتحاد السوفياتي وأيديولوجيته, فقد فسرت مغامرة موسكو في أفغانستان على أنها جزء من خطة سوفياتية لتطويق الجزيرة العربية بأنظمة راديكالية, ومايشهد على ذلك تواجد السوفيات في اليمن وأثيوبيا.

من هنا فقد دعمت السعودية وأميركا حكومة أفغانستان في ذلك الوقت بنحو ثلاثة مليارات دولار, وقدمت السعودية 32 مليون دولار لثوار نيكاراغوا ضد الحكومة الماركسية في بلادهم, وساعدت السودان بالمال ضد خطر جاره الأثيوبي من أجل ان يضغط السودان على حكومة منغستو, حليفة السوفييت, وساعدت السعودية زعيم ثوار أنغولا جوناس سافيمبي ضد حكومته الشيوعية, وذلك عندما قدمت المال للمغرب لإقامة معسكر تدريب لحركة الاتحاد الوطني لاستقلال أنغولا (يونيتا), لكنها _ أي السعودية _ لم تكتف بتقديم المال فقط, وإنما كانت أيضاً شريكاً إيديولوجيا في المعركة ضد الشيوعية (المُلحدة), وبتقسيم العمل كانت أميركا تهاجم الشيوعية, والسعودية تهاجم الإلحاد, وخلال ولاية ريغان كان للسعودية صلة مباشرة أو غير مباشرة بالتصدي للخطر الشيوعي في أربع من الدول الخمس التالية : أفغانستان, أنغولا, أثيوبيا, نيكاراغوا, كمبوديا, لذلك مارست السعودية دوراً كبيراً ومؤثراً في درء المخاطر المهددة لأمن الشعوب, لدرجة ان الأمير بندر بن سلطان, سفير السعودية لدى الولايات المتحدة, أسَر إلى أحد الصحافيين الأميركيين حديثاً في العام 1981 وقال _ ربما على سبيل المزاح _”لوكنتم تعلمون ماذا كنا في الواقع نفعل لصالح أميركا, فإنكم لن تقدموا لنا طائرات الـــ “اواكس” فقط, بل ستقدمون لنا أسلحة نووية”.

في المقالة المقبلة سنستكمل بإذن الله حديثنا عن العلاقات السعودية الأميركية الراهنة .

 

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك