أحمد الجبلي يدعو لعقد مؤتمر إقليمي للبحث في ظاهرة ما يسمى”داعش”

زاوية الكتاب

كتب 426 مشاهدات 0

ارشيفية

السياسة

ماذا بعد وصول الإرهاب إلى مسجد رسول الله؟

أحمد الجبلي

 

ما هي الرسالة التي أراد الإرهابيون القتلة إيصالها من إقدامهم على التفجير بالقرب من المسجد النبوي الشريف، وفي خواتم شهر رمضان المبارك، وهل هي موجهة للمصلين في ثاني الحرمين الشريفين، أم لحكومة المملكة العربية السعودية، أم لمن ؟ لقد تمادت هذه الفئة الضالة في غيها بالإقدام على هذا العمل الإجرامي المنافي لكل الأخلاق والقيم الإسلامية والمرفوض من كل الديانات السماوية، ولا يمكن أن يتصوره أي إنسان مهما كان، مسلما أو غير مسلم. فإذا كانت المساجد عموما لها حرمتها باعتبارها بيوت الله ومن دخلها كان آمنا، فما بالنا بمسجد الرسول الأعظم الذي يقصده المسلمون من كل أنحاء العالم للصلاة فيه، وزيارة قبر خاتم الأنبياء والرسل وصاحبيه الجليلين أبو بكر وعمر “رضي الله عنهما”. في كل الأحوال، ومهما كان مغزى الرسالة أو الهدف منها، فهي قبيحة كقبح فاعليها، ولذلك لم تهز شعرة في رؤوس المصلين الذين مضوا في أداء صلاتهم بكل خشوع وهم يقفون أمام الواحد القهار غير مبالين بما حدث، فقلوبهم عامرة بالإيمان حتى أصبحوا على يقين بأنه لن يصيبهم إلا ما كتبه الله لهم. غير أن هذه الجريمة والجرائم المماثلة المتزامنة معها، والتي شهدتها مدينتا جدة والقطيف، ومن قبلها ما حدث في البحرين والأردن وتركيا، ثم ما استطاعت يقظة أجهزة الأمن الفتية في دولة الكويت أن تتنبه لها قبل وقوعها بإحباطها ثلاثة مخططات إرهابية وتمكنها من ضبط عناصر تنتمي لتنظيم “داعش” الإرهابي، تعد بمثابة جرس إنذار بأن القادم قد يكون أسوأ، وهو ما يستدعي من أمتنا العربية والإسلامية التوقف أمامه بكل جدية وحزم، بدلا من تكرار بيانات الإدانة والاستنكار والشجب التي لا تغني ولا تسمن من جوع، ولا تزيد الإرهابيين إلا عتوا ونفورا. فقد آن الآوان لعقد مؤتمر إقليمي أو عربي – إسلامي تحت مظلة جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي يسبقه اجتماعات لخبراء متخصصين في شؤون الجماعات الإرهابية للبحث في ظاهرة ما يسمى”داعش” ومسببات انتشارها وسط الشباب، وكيفية مواجهتها والقضاء عليها نهائيا، كأن يتم مثلا تشكيل قوة عربية – إسلامية لمكافحة الإرهاب يتم اختيار أفرادها من خيرة رجالات الجيش والأمن في تلك الدول، أو ما يسمى في بعضها قوات النخبة أو القوات الخاصة المدربة تدريبا عاليا في هذا المجال، وبالتوازي مع ذلك تكثيف الوعي المجتمعي بخطورة هذه الجماعات المتطرفة، والتصدي لأفكارهم المغلوطة في فهمهم للدين الإسلامي، وتحصين الشباب منها. فمن غير المعقول أن تظل قوة محدودة من تنظيمي “داعش” أو “القاعدة” تهدد أمن الدول في العالم ككل، وتعجز هذه الدول بما تمتلكه من إمكانات وجيوش وأسلحة ومدارس وجامعات ومعاهد ومراكز للدراسات في مواجهتهما والقضاء عليهما. ربما لم تتبلور لديَّ الفكرة – في هذه العجالة – بشكل واضح، لكني رأيت أن أطرحها كيف ما أتفق على أن يكون الباب مفتوحا للنقاش حولها خصوصاً ممن هم أقدر على تقديمها بالشكل الممكن والمناسب، المهم هو أن نبدأ بالتفكير جديا في اتخاذ خطوات عملية للحد من خطر هذه الجماعات الإرهابية، فقد هالني صراحة أن تصل أيادي الإرهاب إلى المسجد النبوي الشريف من دون أن نحرك ساكنا. وهي دعوة لكل مراكز الدراسات والبحوث في الوطن العربي والدول الإسلامية والمثقفين فيها والمفكرين للإسهام في إثراء هذا الموضوع وجعله شغلهم الشاغل في هذا الوقت بالذات والذي يسعى فيه “داعش” الى توسيع عملياته الإرهابية واهما نفسه بامكانية قيام الدولة الإسلامية في هذا البلد أو ذاك، وأي دولة إسلامية تلك التي تفجر وتقتل الأبرياء دون وازع من دين ولا ضمير.

 

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك